السجائر الالكترونية تخنق الأوعية الدموية

دراسة أميركية تكشف أن 'الفايبينغ' يقلل من مقياس تشبع الأكسجين الوريدي لدى المستخدم، حتى لو لم يحتوي على النيكوتين.

واشنطن - كشفت دراسة جديدة أن للسجائر الالكترونية تأثيرا فوريا على عمل الأوعية الدموية للمستخدم، حتى لو كانت لا تحتوي على النيكوتين.

وأظهر البحث الذي أجري في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن استخدام هذه السجائر يقلل أيضًا من مقياس يعرف باسم تشبع الأكسجين الوريدي، مما قد يتسبب في تأثيرات على المدى الطويل.

وتؤكّد الدراسة أنه على الرغم من أن رذاذ السجائر الإلكترونية لا يحتوي على نفس الملوثات المسببة للسرطان مثل دخان التبغ، إلا أن الناس لا يزالون يتنفسون المواد الكيميائية عندما يستخدمون السجائر الإلكترونية.

وقالت الدكتورة ماريان نابوت المؤلفة الرئيسية للدراسة ومقيمة الأشعة في جامعة أركنساس للعلوم الطبية في ليتل روك، والتي أجرت البحث في جامعة بنسلفانيا "يعتقد الناس خطأً أن السجائر الإلكترونية هي بدائل أكثر أمانًا من السجائر التي تعتمد على التبغ، ولكن هذا في الواقع ليس صحيحًا".

وتعمل هذه الاجهزة الالكترونية عن طريق تسخين سائل يتحول إلى بخار يستنشقه المستخدم، لكن البخار لا يحتوي على الماء فحسب بل قد يحتوي أيضا على مواد مثل الرصاص والنيكل والفورمالديهايد والبروبيلين جليكول والجلسرين.

وقالت نبوت "حتى لو لم يكن هناك أي نيكوتين في السجائر الإلكترونية، فقد تكون هناك مكونات أخرى قد تكون ضارة. ولهذا السبب أعتقد أننا رأينا هذه التأثيرات المهمة، حتى عندما لم يختار الأشخاص السجائر التي تحتوي على النيكوتين".

وأضافت عبر موقع الجامعة "إذا كان للاستهلاك الفوري لهذه السجائر تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة"، مشيرة إلى أن "الرسالة الأهم للجمهور هي أن هذا التدخين  ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل".

الاستخدام المزمن يمكن أن يتسبب في أمراض وعائية خطيرة

وشمل البحث 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية، تمت مقارنة نتائجهم بـ10 آخرين من غير المدخنين.

وخضع كل مشارك لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد التدخين أو في كل زيارة لغير المدخنين. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت الأبحاث أيضًا أن جميع الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية مع أو بدون النيكوتين كان لديهم تشبع أكسجين منخفض، مما يعني أن رئتيهم ربما كانت تأخذ كمية أقل من الأكسجين.

ويقول الدكتور ألبرت ريزو كبير الأطباء في جمعية الرئة الأميركية، إن البحث الجديد يضيف إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي تُظهر أن التدخين الإلكتروني يعرض الناس لما هو أكثر بكثير من بخار الماء غير الضار.

ويضيف ريزو "نحن لا نعرف الكثير عن تأثيرات مكونات السجائر الإلكترونية فيما يتعلق بالتأثيرات على رئتينا وتأثيراتها على الأوعية الدموية، وعلى الرغم من أن السموم الموجودة بها أقل من السجائر العادية، إلا أننا لا نعرف التأثيرات طويلة المدى لهذه الوسائل. وتستمر الاختبارات مثل هذه في إظهار وجود تأثيرات قصيرة المدى".

وتظهر الأبحاث أن التعرض لتلوث الهواء المعروف باسم تلوث الجسيمات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.

وقال ريزو إنه إذا كان التدخين الإلكتروني يؤثر بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية لدى شخص ما، فقد يشهد مستخدمو السجائر الإلكترونية زيادة في النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو مشاكل تدفق الدم".

وظلت السجائر الإلكترونية موجودة في السوق دون أي تنظيم لسنوات، إلا أن الشركات تحتاج إلى تصريح من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي تدرس ملايين طلبات المنتج.