السراج يحاول إبعاد تهم الإرهاب باعتقال قادة من القاعدة

حكومة الوفاق تحاول ابعاد تهم الإرهاب عن قواتها بعد اتهام الجيش الليبي للميليشيات بالاستعانة بمتشددين من الخارج.
الوفاق تحاول الخروج بمظهر المكافح للإرهاب مع اتساع رقعة اتهامها بالتعامل مع متشدديين
القبض على قادة القاعدة يثبت جدية تحذيرات الجيش الليبي من تحول العاصمة الى ملاذ للمتشددين

طرابلس - تسعى حكومة الوفاق الوطني لإبعاد تهم الإرهاب التي تلاحق قواتها خاصة مع اتهامات وجهت لها من قبل الجيش الليبي وجهات أجنبية بالاستعانة بمتشددين تم نقلهم من سوريا.

وأعلنت قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الأربعاء انها تمكنت من اعتقال عدد من قادة تنظيم القاعدة بضواحي العاصمة طرابلس، بينهم مطلوب رئيسي جزائري الجنسية.

وأوضحت القوة الأمنية المشتركة بمصراتة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في الفيسبوك مساء الأربعاء، أنه" في إطار مكافحة الإرهاب وملاحقة المطلوبين محلياً ودولياً، نفذت القوة عملية مداهمة لإرهابيين مطلوبين يصنفون قادة في تنظيم القاعدة، صادرة في حقهم مذكرات قبض من مكتب النائب العام".

وأضاف البيان أن عملية القبض عليهم تمت فجر الاربعاء بضواحي مدينة طرابلس مشيرا الى أن المطلوبين للعدالة تسللوا في الفترة الاخيرة مستغلين تدهور الوضع الأمني نتيجة الحرب على العاصمة.

وأشار البيان إلى "اشتباك القوة مع أحد المطلوبين وبعد تضييق الخناق تم إجباره على تسليم نفسه، وتم التأكيد على هوية المطلوبين من بينهم المطلوب الرئيسي جزائري الجنسية المكنى بـ (الشاوي) برفقة مطلوبين آخرين من الجنسية الليبية".

وأكدت القوة الأمنية المشتركة مصادرة حقيبة معدات ومواد تستخدم في تصنيع المتفجرات وعدد من الأسلحة والقنابل اليدوية والذخائر والمستندات.

وأشارت الى أن "المطلوبين على علاقة بعدد من العمليات الإرهابية داخل العاصمة طرابلس".

المطلوبين على علاقة بعدد من العمليات الإرهابية داخل العاصمة طرابلس

ونشرت القوة عبر صفحتها صورا تظهر عملية المداهمة وأفراد أمن أثناء اقتحامهم الموقع الذي لم تذكره بالتحديد، كما تظهر الصور أسلحة وذخائر وثلاثة أشخاص مقيدي الأيدي يرتدون الزي الأزرق.

ويبدو ان حكومة الوفاق تحاول الخروج بمظهر المكافح للإرهاب خاصة وان تقارير تشير الى ان التنظيمات المسلحة الداعمة لحكومة السراج ليست بعيدة عن فكر القاعدة واخواتها من الجماعات المتشددة.

ويثبت اعلان حكومة الوفاق القبض على عناصر في القاعدة جدية التهم التي وجهها الجيش الليبي بتحول العاصمة الى ملاذ للمتشددين.

وكان اللواء احمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي كشف في مؤتمر صحفي في مايو/ايار أن المخابرات التركية تخطط لنقل مجموعات إرهابية من سورية إلى ليبيا.

وحذر الناطق باسم الجيش الليبي حينها أوروبا من الدورين التركي والقطري في دعم التنظيمات الإرهابية خاصة الإخوان المسلمين مشيرا الى ان الجيش الليبي يدافع عن المنطقة والعالم من خطر الإرهابيين منذ 2014.

واستخدم رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج مرارا ملف تنامي الإرهاب في محاولة لاستدعاء تدخل أوروبي أقوى لوقف عملية طرابلس التي أطلقها الجيش الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس لكن جهوده فشلت في ايقاف تقدم القوات الليبية.

ويؤكد الجيش الليبي إن الهجوم الذي يشنه للسيطرة على العاصمة منذ ثلاثة أسابيع هدفه القضاء على الإرهابيين والمرتزقة واستعادة الاستقرار.

واظهرت بعض المقاطع عن الحرب في طرابلس مشاهد لمشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أميركي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.

وكانت فرنسا كشفت في السابق وجود متشددين يقاتلون الى جانب قوات السراح في طرابلس.

الارهاب في ليبيا
ليبيا شكلت ممرا للمتطرفين من القاعدة وداعش في حكم الاسلاميين

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية او القاعدة في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.

وتحولت طرابلس الى حاضنة للمتشددين من القاعدة وداعش في ظل حكم الاسلاميين.

ويواصل الجيش الليبي منذ الرابع من نيسان/أبريل هجوماً للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني.

واكد القائد العام للجيش خليفة حفتر في كلمة متلفزة الاربعاء "قرب رفع راية النصر" في طرابلس وانهاء سيطرة المتطرفين على العاصمة.

وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 1093 قتيل وإصابة 5,762 بجروح بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.