السراج يستخدم فزاعة الهجرة والإرهاب لوقف عملية طرابلس

رئيس حكومة الوفاق الوطني يدعو ايطاليا والاتحاد الأوروبي لدعم سلطته في مواجهة هجوم الجيش الليبي بقيادة حفتر، منذرا أوروبا من طوفان من المهاجرين.

السرّاج: هجوم قوات حفتر يدفع 800 ألف مهاجر إلى التسلل لأوروبا
حكومة الوفاق تدعي استهداف الجيش الليبي للمنشآت والمدنيين
السرّاج يحذّر من عودة تنظيم الدولة الإسلامية

روما - استخدم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج فزاعة الهجرة وتنامي الإرهاب في محاولة لاستدعاء تدخل أوروبي أقوى لوقف عملية طرابلس التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس.

وحذر السراج في مقابلتين مع صحيفتين ايطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية.

وقال السراج لصحيفة لا ريبوبليكا "لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب فيما استأنف إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية نشاطهم في جنوب ليبيا".

وهاجم بشدّة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر واتهمه بـ"الخيانة" ووصف الهجوم على طرابلس بالعدوان والعملية العسكرية بالعدوان.

السراج رهن سلطته لميليشيات تتصارع على النفوذ
حكومة السراج تراهن على دعم ميليشيات متشددة لتثبيت سلطتها

وقال "نواجه حربا عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على ايطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها خليفة حفتر وهو شخص خان ليبيا والمجتمع الدولي"، لافتا إلى أن الدمار سيطال أيضا "الدول المجاورة".

وتستمر المعارك منذ الرابع من ابريل/نيسان في الضاحية الجنوبية لطرابلس بين قوات حفتر وتلك التابعة لحكومة الوفاق والتي تضم ميليشيات موالية لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، وفق اتهامات الجيش الوطني الليبي الذي أعلن حملته العسكرية لتطهير العاصمة من الإرهاب.

وقال السراج في مقابلة أخرى مع صحيفة كوريري ديلا سيرا إن "المشير حفتر يقول إنه يهاجم الإرهابيين، لكن هنا ليس هناك سوى مدنيين"، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة.

وأضاف "إنهم يهاجمون المنشآت المدنية والطرق والمدارس والمنازل والمطار والمنشآت الطبية من سيارات إسعاف ومستشفيات"، لكن الجيش الوطني الليبي نفى مرارا نفيا قاطعا استهداف المنشآت والمرافق العامة.

تطورات القتال في ليبيا
تطورات القتال في ليبيا

وكان حفتر قد دعا في تسجيل صوتي سابق موجه للقوات الليبية إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وحماية المدنيين وعدم إطلاق الرصاص على من يسلم سلاحه وعلى من يرفع الراية البيضاء.

وبعدما كرر وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني (يمين متطرف) في الأيام الأخيرة إن الموانئ الايطالية ستظل مغلقة، سارع نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو إلى الرد على السراج قائلا "لن نسمح أبدا بأن يصل 800 ألف مهاجر إلى ايطاليا".

وكرر دي مايو أن على أوروبا برمتها أن تتدخل في قضية الهجرة عبر "سياسة إعادة توزيع للمهاجرين وسياسة تعاون لإرساء الاستقرار في ليبيا".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنه "يستحيل توقع عدد الأشخاص الذين يمكن أن يغادروا ليبيا"، مضيفة "ثمة قلق الآن على أمن المدنيين والمهاجرين في البلاد".

وقتل 147 شخصا وأصيب 614 آخرون منذ بدأ حفتر هجومه على العاصمة الليبية، وفق حصيلة لمنظمة الصحة العالمية الاثنين.

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.