السراج يكافئ أردوغان بعقود إعادة اعمار ليبيا

تركيا تمهد للهيمنة والتوسع في غرب ليبيا وتخطط لإنشاء قواعد في الأراضي الليبية تكون منطلقا للتمدد في إفريقيا وأيضا السيطرة على المنافذ البحرية في شرق المتوسط.
أردوغان يقرر مكان السراج: لا مفاوضات سياسية في ليبيا  
السراج يقدم القتال على المفوضات السياسية لحل الأزمة
تركيا ستعزز عمليات التنقيب في شرق المتوسط   

أنقرة - وعد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الخميس خلال مباحثات في أنقرة مع الرئيس رجب طيب أردوغان بمنح تركيا الأولوية في مشاريع إعادة اعمار ليبيا، في إعلان يبدو مكافأة للحليف التركي الذي ألقى بكل ثقله العسكري دعما لسلطة طرابلس في مواجهة العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة من الإرهاب.

وقال السراج في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان "نشكر تركيا لوقوفها إلى جانب ليبيا وشعبها والدفاع عن الشرعية فيها"، معربا عن تطلع حكومته إلى "عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا".

كما تعهد بالاستمرار في القتال في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بعد أن تمكنت ميليشيات الوفاق بدعم تركي من استعادة السيطرة على عدة مناطق في محيط طرابلس.

السراج لم يعد يملك سلطة القرار في المسائل السيادية.. الكلمة الفصل لأردوغان
السراج لم يعد يملك سلطة القرار في المسائل السيادية.. الكلمة الفصل لأردوغان

وقال السراج "سنواصل الكفاح في ليبيا حتى نقضي على العدو تماما"، مشددا على أن حكومته "لن تعطيهم (قوات حفتر) فرصة للتفاوض بعد هذه المرحلة".

وتابع "معركتنا ما زالت مستمرة وإننا عازمون على دحر هذا العدو وفرض سيطرة الدولة على ربوع الوطن والقضاء على كل من يهدد بناء دولتنا المدنية الديمقراطية الحديثة".

ويهيمن حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان على حكومة الوفاق التي استفادت من دعم عسكري تركي كبير بالأسلحة والطائرات المسيرة وقوات على الأرض وخبراء مستشارين عسكريين وأيضا بآلاف المرتزقة السوريين الذين جندتهم أنقرة لقتال قوات حفتر.

وأعلنت حكومة السراج الخميس استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكنها من إخراج القوات الموالية للمشير خليفة حفتر من جنوب العاصمة على اثر معارك استمرت أكثر من عام.

وجاء الإعلان بعد عدة مكاسب حققتها ميليشيات الوفاق التي تتّخذ من العاصمة طرابلس مقرا، بما في ذلك استعادتها مطار طرابلس الدولي الأربعاء بعدما كان في قبضة قوات حفتر منذ أبريل/نيسان 2019.

الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق قلب الموازين لصالح الميليشيات المتطرفة في طرابلس
الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق قلب الموازين لصالح الميليشيات المتطرفة في طرابلس

وحال التدخل العسكري التركي والوصاية السياسية التي يفرضها أردوغان على السلطة في طرابلس دون أي حل سلمي للأزمة، فقد شدد الرئيس التركي مرارا وفي أكثر من تصريح على أنه لا مجال للتفاوض مع القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

وجدد الخميس هذا الموقف، قائلا إنه لا يمكن لحفتر البقاء على طاولة التفاوض، مضيفا "إن من يهدد باستمرار مستقبل ليبيا لا يمكن أن يكون له قدرة تمثيلية على الطاولة".

وتجاهل أردوغان أن التدخل العسكري التركي قضى على كل آمال الحل السلمي للأزمة ودور بلاده في تأجيج الصراعات المسلحة والانقسامات في كل من سوريا وليبيا.

وأضاف أن بلاده ستعزز تعاونها مع ليبيا بما في ذلك التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط، في إطار اتفاق بحري ثنائي تم التوصل إليه بين الحكومتين، في إعلان يؤكد صحة قراءات سابقة كانت قد أشارت إلى أن العدوان التركي على ليبيا بدعمها سلطة موالية لها لا تملك أصلا سلطة القرار، هو تمهيد للهيمنة والتوسع وإنشاء قواعد في الأراضي الليبية تكون منطلقا للتمدد في إفريقيا وأيضا السيطرة على المنافذ البحرية في شرق المتوسط.

وأعلنت عدة دول عربية وأوروبية رفضها للاتفاق البحري بين أردوغان والسراج كونه يشكل انتهاكا صارخا لقانون البحار وكونه يتجاهل حقوق التنقيب للدول الأخرى في شرق المتوسط ويشكل خطرا على أمنها.

وفي وقت سابق الخميس، أجرى السراج محادثات مع أردوغان في أنقرة التي وصلها مساء الأربعاء في زيارة قصيرة في إطار التشاور والتنسيق لإتمام السيطرة التركية على ليبيا.