السرطان يتسلل من الأم الى طفلها أثناء الولادة الطبيعية
دراسة جديدة تعتبر ان المصابات بسرطان الرحم قد ينقلن المرض إلى أطفالهن أثناء الولادة وأن الأورام تنشأ لديهم من خلال سوائل مهبلية ملوثة.
طوكيو - أفادت دراسة يابانية جديدة إلى أن مرض السرطان يمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها أثناء الولادة الطبيعية.
وسرطان عنق الرحم مرض يمكن تفاديه، كما يمكن الشفاء منه في حال تم كشفه مبكرا ومعالجته بالطريقة المناسبة، غير أنه رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في العالم.
وأفاد باحثون أن طفلين يبلغ عمر أحدهما 23 شهراً، والآخر في السادسة من عمره، أصيبا بسرطان الرئة الذي أثبت تطابقه الجيني تماماً مع سرطانات عنق الرحم لدى والدتيهما.
ويعتقد خبراء السرطان بأنهما التقطا خلايا سرطانية من أورام والدتيهما أثناء عملية الولادة الطبيعية.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور أيومو أراكاوا، أخصائي أورام الأطفال بمستشفى المركز الوطني للسرطان في طوكيو: "في حالتنا، نعتقد أن الأورام نشأت من الأم إلى الرضيع من خلال سوائل مهبلية ملوثة بالورم أثناء الولادة".
وأضاف، إن انتقال السرطان من الأم إلى الطفل هو حدث نادر للغاية ويحدث بنسبة 1 من بين كل 500 ألف أم مصابة بالسرطان.
وأكد الباحثون على أن أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً والتي تنتقل من الأم إلى الجنين تشمل سرطان الدم وسرطان الغدد اليمفاوية وسرطان الجلد.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية استراتيجية هدفها القضاء على سرطان عنق الرحم ترمي إلى إنقاذ حياة خمسة ملايين امرأة بحلول 2050 بفضل تعميم الوصول إلى اللقاحات وفحوص الكشف والعلاج.
وقالت منظمة الصحة في بيان إن "القضاء على نوع من السرطان كان يبدو في الماضي حلما مستحيلا، لكننا نمتلك اليوم أدوات فعالة ومتدنية الكلفة تستند إلى معطيات مثبتة، لنجعل من هذا الحلم حقيقة".
وشددت المنظمة على أنه في حال عدم اتخاذ تدابير جديدة، فإن عدد الحالات السنوية سيرتفع من 570 ألفا إلى 700 ألف بين 2018 و2030، فيما يرتفع عدد الوفيات السنوية بسببه من 311 ألفا إلى 400 ألف.
وقالت المنظمة العالمية العريقة "لا يمكننا القضاء على سرطان عنق الرحم بوصفه مشكلة تتعلق بالصحة العامة إلا إذا اقترنت قوة الأدوات التي في متناولنا، بتصميم ثابت على تعميم استخدامها على نطاق العالم".
في تطور هام، تعهدت دول اعضاء في المنظمة بالقضاء على سرطان عنق الرحم بتبنيها قرارا بهذا الشأن خلال الجمعية السنوية للمنظمة.
وعلقت مساعدة المدير العام للمنظمة برينسيس نوتمبا سيميليلا خلال مؤتمر صحافي "إنها محطة هامة".
وأضافت "وافق العالم لأول مرة على القضاء على السرطان الوحيد الذي يمكن تداركه بفضل لقاح، والسرطان الوحيد الذي يمكن الشفاء منه في حال رصده في الوقت المناسب".
وقالت إن "العبء الهائل الناجم عن معدل الوفيات المرتبطة بسرطان عنق الرحم هو نتيجة عقود من الإهمال من جانب الأسرة الدولية للصحة".
وتم حتى الآن تعميم الأدوات الثلاث لمكافحة هذا النوع من السرطان، وهي اللقاح والكشف والعلاج في معظم الدول الغنية. لكن الوضع مختلف تماما في باقي العالم، وخصوصا بسبب كلفة اللقاح المرتفعة.
وتهدف استراتيجية منظمة الصحة إلى تلقيح 90% من الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي يتسبب بسرطان عنق الرحم في سن الخامسة عشرة.
كما تهدف إلى تأمين فحص كشف لـ70% من النساء في سن الـ35 والـ45، وضمان معالجة 90% من اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم.
وإذا ما تم اتخاذ هذه التدابير بنجاح بحلول 2030، فقد يتراجع عدد الإصابات الجديدة بأكثر من 40%، وعدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض بمقدار خمسة ملايين بحلول 2050.