السرطان يفتك بحياة الرجال الوحيدين في منتصف العمر

دراسة فنلندية جديدة تجد أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الرجال بعد سن الأربعين، بقدر التدخين أو زيادة الوزن.
الأشخاص الوحيدون تظهر عليهم أعراض أكثر للاكتئاب
العائلة والأصدقاء لهم دور في المساعدة على التعافي
العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بسكتة دماغية
وفيات السرطان أعلى عند مرضى السرطان غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقين

لندن - تحذر دراسة جديدة أن الرجال الذين يعانون من والوحدة في منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من غيرهم المرتبطين بعلاقة أو يعيشون مع وجود الأشخاص من حولهم.
وعمل فريق من جامعة إيسترن في فنلندا مع 2570 رجلاً في منتصف العمر، لمراقبة صحتهم واحتمالات الوفاة بينهم، منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا.
وخلال فترة الدراسة، أصيب 25٪ من المشاركين بالسرطان، مع وفاة 11٪ من الرجال الفنلنديين، وأوضح الفريق أن هناك "رابطًا واضحًا" بين الشعور بالوحدة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث يزيد الشعور بالوحدة من خطر الإصابة بالسرطان بنحو 10٪.
ويقول الباحثون إن أخذ الشعور بالوحدة والعلاقات الاجتماعية في الاعتبار يجب أن يكون جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية الشاملة والوقاية من الأمراض.
و الصعيد العالمي، يعد السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة، وتم اقتراح الشعور بالوحدة كعامل خطر للوفاة بالسرطان مع أن الروابط بين الوحدة والعزلة الاجتماعية والسرطان ليست مفهومة جيدًا.
وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن الشعور بالوحدة يمكن أن يكون خطرًا على الصحة مثل التدخين أو زيادة الوزن. 
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت باحثة المشروع سيري لييسي كراف من جامعة شرق فنلندا: "تدعم النتائج التي توصلنا إليها فكرة وجوب إيلاء الاهتمام لهذه المشكلة".

الأشخاص الوحيدون لديهم معدلات أعلى من الأمراض المزمنة والتدخين

وأوضح المؤلفون أن هذا الارتباط مع خطر الإصابة بالسرطان قد لوحظ بغض النظر عن العمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي ونمط الحياة وجودة النوم وأعراض الاكتئاب ومؤشر كتلة الجسم وأمراض القلب وعوامل الخطر الخاصة بهم.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت وفيات السرطان أعلى في مرضى السرطان غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقين في الأساس.
ويقول مؤلفو الدراسة إنه وتزايد باستمرار الوعي بالآثار الصحية للوحدة، لذلك من المهم تقصي الآليات التي تسبب الوحدة من خلالها آثارًا صحية ضارة.
وهذه المعلومات تمكن الباحثين من التخفيف بشكل أفضل من الشعور بالوحدة والضرر الذي تسببه، بالإضافة إلى إيجاد السبل المثلى لاستهداف التدابير الوقائية.
وأشارت دراسة رئيسية نُشرت في مارس/آذار 2018 إلى أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 39 في المائة والوفاة المبكرة بنسبة 50 في المائة.
وتوصل باحثون إلى أن الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة تزيد عن 40 في المائة.
واعتمد التحليل على السجلات الصحية لـ480 ألف بريطاني، مما يجعلها أكبر دراسة من نوعها.
وكان الذين يعانون بالفعل من مشاكل في القلب والأوعية الدموية أكثر عرضة للوفاة مبكرًا إذا تم عزلهم، مما يشير إلى أهمية العائلة والأصدقاء في المساعدة على التعافي.
وقال فريق البحث، الذي ضم أكاديميين بريطانيين، إن الأشخاص الوحيدين لديهم معدلات أعلى من الأمراض المزمنة والتدخين وتظهر عليهم أعراض أكثر للاكتئاب.