السعودية أكثر ثقة في التصدي للهجمات الجوية

الدفاعات الارضية السعودية اثبتت قدرتها على حماية الأجواء وتأمين منشآت النفط بعد إفشال هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على رأس تنورة، حيث أكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم.

دبي - أبلت السعودية بلاء حسنا الأحد عندما خرجت من هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على قلب صناعتها النفطية دون خسائر جسيمة كالتي تكبدتها قبل 18 شهرا عندما أجبرت ضربات على إغلاقها مؤقتا.
يقول خبراء عسكريون إن ذلك يرجع في جانب منه إلى الاستعداد الأفضل. لكن المملكة لا تزال أكثر عرضة لهجمات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز المنخفضة الارتفاع من التي تشنها الصواريخ الباليستية عالية الارتفاع والتي تمكنت من إسقاطها هذا الأسبوع.
وأصابت ضربة في سبتمبر/أيلول 2019 منشأتي نفط رئيسيتين بصاروخ كروز وطائرات مسيرة. وقالت الرياض هذه المرة إنها أحبطت الهجوم دون أن يوقع خسائر في الممتلكات.
وأعلنت حركة الحوثي اليمنية، المتحالفة مع إيران والتي تقاتل تحالفا تقوده السعودية، المسؤولية عن ضربة الأحد على ساحة لتحزين النفط في رأس تنورة، التي تضم مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، ومجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية العملاقة المملوكة للدولة.
يوجد الموقعان في المنطقة الشرقية على بعد بضعة كيلومترات من منشأتي أرامكو اللتين استُهدفتا في 2019. وحملت الرياض إيران مسؤولية ذلك الهجوم.
وقال جيريمي بيني، محرر الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلة جينز ديفينس الأسبوعية لوكالة رويترز للأنباء، "يعمل السعوديون بجد فيما يبدو لسد الثغرات من خلال أمور منها نشر (صواريخ) باتريوت في رأس تنورة، ويؤتي ذلك أُكله الآن على ما يبدو". وكان يشير إلى منظومة صواريخ أميركية سطح/جو.

استخدم السعوديون الاسلحة بنجاح وهم يتحسنون في ذلك، لكن لن تكون ناجحا مئة في المئة على الإطلاق

وأضاف بيني أن التعزيزات العسكرية الأميركية في قاعدة الأمير سلطان الجوية بعد 2019 ساعدت على إتاحة نقل الأصول السعودية لأماكن أخرى، كما وفرت فرنسا وبريطانيا رادارات للمساعدة في رصد التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض مثل الطائرات المسيرة.
ومنظومة باتريوت مصممة بالأساس لاعتراض هجمات الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية، والتي كثيرا ما اضطرت المملكة لمواجهتها منذ التدخل على رأس تحالف في اليمن قبل ست سنوات.
لكن الخبراء قالوا إن السعودية لا تزال عرضة للهجمات بسبب مساحتها وتطور التهديدات والخطأ البشري.
وربما لا يرصد الرادار الأرضي صواريخ كروز والطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، وهي أهداف أصغر كثيرا. واعتراض الطائرات المسيرة بصواريخ باتريوت مكلف للغاية كذلك، إذ يتكلف كل صاروخ نحو ثلاثة ملايين دولار.
وقال دوغلاس باري الباحث الكبير في مجال الطيران العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "السعوديون ليسوا مجهزين تجهيزا سيئا".
وأضاف "هناك مجموعة من الأشياء يمكن استخدامها لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. استخدموها بنجاح وهم يتحسنون في ذلك، لكن لن تكون ناجحا مئة في المئة على الإطلاق".
وقال الحوثيون الأحد إنهم أطلقوا صاروخ ذو الفقار، الذي يبلغ مداه نحو 700 كيلومتر، وعشر طائرات مسيرة مسلحة على مدينتي رأس تنورة والدمام شرق المملكة. وذكر متحدثهم العسكري أنهم أطلقوا سبعة صواريخ بدر وأربع طائرات مسيرة على مدينتي عسير وجازان الجنوبيتين.
وكثفت الحركة في الآونة الأخيرة هجماتها عبر الحدود في صراع يُعد على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، المنخرطتين في تنافس على النفوذ الإقليمي منذ عقود.
وقالت حليمة كروفت، رئيسة استراتيجية السلع الأساسية العالمية في آر.بي.سي كابيتال ماركت، في مذكرة بحثية إن الهجمات لم تفض إلى أي انقطاع في إنتاج النفط، لكنها أكدت على "مدى خطورة البيئة الأمنية في المنطقة بعد 18 شهرا تقريبا من ضربات 14 سبتمبر 2019".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العميد الركن تركي المالكي لتلفزيون العربية الاثنين إن المملكة قادرة على حماية منشآتها الاقتصادية. وأضاف "للسعودية قوة ردع كبيرة ضد أي تهديد مهما كان مصدره".