السعودية أولى الوجهات الخارجية لأمير الكويت وأكثرها أولوية

الشيخ مشعل يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص في ظل توتر الوضع في المنطقة وتأثيره على أمن الخليج.

الكويت – يبدأ أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أولى جولاته الخارجية بعد توليه المنصب إلى السعودية الثلاثاء، إذ يبدي اهتماما واضحا بالمزيد من المواءمة بين الكويت والرياض، والاستقرار في المنطقة التي تشهد تصاعدا في التوترات بسبب حرب غزة والأحداث في البحر الاحمر.

وكانت اتصالات الشيخ مشعل الأولى بعد توليه مهام الشيخ نواف مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وكانت زيارته الخارجية الأولى عندما كان وليا للعهد إلى المملكة التي زارها أكثر من أي دولة أخرى. وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الأمير سيجري خلال زيارة الدولة التي يقوم بها للرياض مباحثات “تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين”.

وزار الشيخ مشعل، الذي تولى قيادة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في ديسمبر/ كانون الأول، السعودية تسع مرات خلال فترة ولايته للعهد التي امتدت نحو ثلاث سنوات.

ومن المتوقع أن يُبقي على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له. وكان مصدر كويتي قال لرويترز عند تولي الأمير الجديد قيادة البلاد إن الشيخ مشعل “يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص”، مضيفا أن أمير الكويت الجديد قلق إزاء الوضع في المنطقة.

وقال عايد المناع الأكاديمي الكويتي والباحث السياسي إن السعودية تأتي دائما في طليعة الدول التي يزورها أمراء الكويت فور توليهم الحكم “لتثبيت العلاقات الأخوية التاريخية وروح التضامن” بين البلدين.

والكويت الحليفة للولايات المتحدة تؤكد دائما دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع إسرائيل. ومن المتوقع أن تأتي موضوعات مثل الحرب على غزة ومعالجة الوضع فيها بعد وقف إطلاق النار والتوتر في البحر الأحمر والدول المجاورة على أجندة المباحثات بين القيادتين السعودية والكويتية.

وقال المناع إن الأمن الخليجي بشكل عام سيكون “موضوعا محوريا” في المباحثات معتبرا أن التوتر في البحر الأحمر أصبح “قضية كبيرة، ودولنا معنية بأمن البحر الأحمر مثل غيرها من الدول، لكن لا نريد أن يتعرض اليمن لمزيد من الاضطرابات والأذى”.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول زادت التوترات المحيطة بالقوات الأميركية في المنطقة، في كل من العراق وسوريا والبحر الاحمر، كما زاد التوتر مع إيران.

وتسعى الكويت الواقعة على رأس الخليج بين ثلاث دول كبيرة هي العراق والسعودية وإيران، دائما لتحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع هذه الدول الثلاث.

وتقول الكويت والسعودية إن لديهما “حقا حصريا” في حقل غاز الدرة بالخليج، وتدعوان إيران إلى البدء في ترسيم حدودها البحرية بينما تقول إيران إن لديها حصة في الحقل وتصف الاتفاق السعودي الكويتي الموقع في 2022 لتطويره بأنه “غير قانوني”.

وقال المناع إن “الأميركيين حلفاء ولا يمكن الاستغناء عنهم في دول الخليج … وهناك قضايا جوهرية لابد من مناقشتها. ولا ننسى حقل الدرة والأزمات التي دارت حوله”. وأضاف “بالتأكيد نحرص على علاقات طيبة مع إيران لكن هذا لا يعني أن تتمدد إيران على حساب الأمن القومي العربي والخليجي على وجه الخصوص”.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الكويت والسعودية يرتبطان “بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الأخوة والمصاهرة إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك”.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قام بثلاث زيارات للكويت، آخرها في التاسع من ديسمبر /كانون الأول 2021، حيث التقى أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وعقد جلسة مباحثات مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بحسب البيان المشترك، الذي أوضح كذلك أن الجلسة تناولت استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك، وسبل تطويره في مختلف المجالات.