السعودية تحذر من ارتباك في أمن الطاقة العالمي

وزير الطاقة السعودي: إعادة الاستقرار للأسواق النفطية يعتبر أمرا ضروريا لتحقيق تعاف اقتصادي سريع، في وقت تزداد فيه تخمة المعروض.
واشنطن أبلغت المكسيك بتحمل قسط من التخفيضات
المكسيك تبدي ليونة في موقفها بعد دعم أميركي
بوتين وترامب يناقشان أسعار النفط وجائحة كورونا

الرياض - طلب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الجمعة من جميع منتجي النفط، إلى بذل كل جهد ممكن لإعادة الاستقرار للسوق النفطية، محذرا من أنه "بدون استثمارات كافية ومستقرة لتطوير البنية التحتية للطاقة، فإن أمن الطاقة الجماعي قد يواجه الخطر والارتباك".

وأضاف في الكلمة الافتتاحية لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين والذي عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بعد يوم من اجتماع عاجل لمنتجي النفط أن إعادة الاستقرار للأسواق النفطية "يعتبر أمرا ضروريا لتحقيق تعاف اقتصادي سريع"، في وقت تسجل فيه الأسواق تخمة في المعروض.

وتابع "نحث أعضاء مجموعة العشرين بما فيهم المكسيك لتبني إجراءات ملائمة لاستقرار حالة السوق النفطية على أساس مبادئ العدل والإنصاف والشفافية والشمول".

وترفض المكسيك خفض إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل، تمثل حصتها بموجب اتفاق تم التوصل إليه الخميس، لخفض إنتاج النفط بواقع 10 ملايين برميل يوميا، يبدأ مطلع مايو/أيار المقبل.

لكن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قال اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة وافقت أمس الخميس على تنفيذ تخفيضات إضافية لإنتاج النفط قدرها 250 ألف برميل يوميا لمساعدة المكسيك على المساهمة في التخفيضات العالمية.

وجاء هذا الإعلان عن التخفيضات الأميركية بمنزلة المفاجأة نظرا لتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المطالبة بتنفيذ منتجي النفط في الولايات المتحدة تخفيضات منسقة.

لكن وزير الطاقة الأميركي دان برويليت قال الجمعة "حان الوقت أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب."

وقال برويليت في كلمة معدة سلفا لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين "ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض."

وقال لوبيز أوبرادور إن المكسيك عارضت تنفيذ تخفيضات أعمق لأن البلاد قطعت شوطا طويلا في اتجاه تغيير الوضع بعد سنوات من تراجع إنتاج شركة النفط الوطنية بتروليوس مكسيكانوس.

وتابع أنه خلال مكالمتهما الليلة الماضية، أبدى ترامب اندهاشه من أن تكون المكسيك هي العائق الوحيد للاتفاق. وقال "عندما قلت له هي 100 ألف برميل ولا يمكننا عمل المزيد، قال لي بسخاء بالغ إنهم سيساعدوننا عن طريق 250 ألف إضافية فوق ما سيساهمون به.. لذا أشكره على ذلك."

وينتهك أي قرار منسق لمنتجي النفط في الولايات المتحدة لخفض الإمدادات دعما للأسعار قوانين مكافحة الاحتكار هناك، لكن خبراء قانونيين يقولون إنه إذا قادت الحكومة الاتحادية مثل هذا المسعى فإنه من الممكن أن يكون مشروعا.

وتترأس السعودية التي رتبت لاجتماع الجمعة لوزراء الطاقة، الدورة الحالية لمجموعة العشرين وتستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني.

وتضم المجموعة كلا من الولايات المتحدة وتركيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا والسعودية وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي.

وفجر الجمعة، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في بيان، إن اتفاق الخميس يقضي بتنفيذ تحالف أوبك+ خفض في إنتاج الخام بمقدار 10 ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية يونيو/حزيران 2020.

وبحسب الاتفاق، فإن خفض الإنتاج سيتراجع إلى 8 ملايين برميل يوميا اعتبارا من يوليو/تموز حتى نهاية 2020، يتبعه خفض بمقدار 6 ملايين برميل يوميا مطلع 2021 حتى نهاية أبريل/نيسان 2022.

وتابعت "تم الاتفاق على ما ورد أعلاه من قبل جميع الدول الأعضاء في أوبك والدول غير المنتجة للنفط المشاركة في إعلان التعاون، باستثناء المكسيك ونتيجة لذلك، فإن الاتفاقية مشروطة بموافقة المكسيك".

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب هاتفيا للمرة الثالثة في غضون أسبوعين، حيث تباحثا حول محاربة فيروس كورونا المستجد وأسعار النفط العالمية.

وكان بوتين قد صرّح في وقت سابق الجمعة للطاقم الأميركي الروسي المتواجد على متن محطة الفضاء الدولية أنّ المحطة الفضائية "مثال على شراكة فعّالة بين بلدينا"، فيما يحارب العالم الوباء الذي فتك بآلاف الأرواح في أرجاء العالم، حسب ما جاء في بيان للكرملين.

وتحدث الزعيمان في 30 آذار/مارس الماضي بعد أن أرسلت روسيا طائرة مساعدات طبية لنيويورك.

ومساء الخميس، ذكر الكرملين أنّ بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث ركزت المحادثات على أسعار النفط العالمية.

وأوضح الكرملين أن اتصال الجمعة انصب على الاتفاق الذي توصلت له منظمة الدول المصدرة للنفط لخفض الإنتاج بهدف زيادة أسعار الخام، مضيفا أنهما "ناقشا أيضا المسائل المتعلقة بجائحة فيروس كورونا".

وفي واشنطن، قال متحدث باسم البيت الأبيض إنّ الرئيسين "ناقشا الجهود الأخيرة لمواجهة جائحة فيروس كورونا والحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية".

وأجرى الرئيسان عددا من الاتصالات منذ نهاية مارس/اذار. وقال ترامب بعد محادثة الخميس إنهما "يتعاونان بشكل جيد للغاية"، على الرغم من أن العلاقات الثنائية في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

وأرسلت موسكو الأسبوع الماضي طائرة عسكرية تحمل مساعدات ومعدات طبية إلى نيويورك مركز بؤرة فيروس كورونا في الولايات المتحدة.