السعودية تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في باكستان

المملكة العربية السعودية تعتبر باكستان حليفا استراتيجيا وتسعى لمساعدتها على تجاوز الأزمة الاقتصادية.
ايران تريد تعزيز العلاقات مع باكستان وتجاوز مرحلة الخلافات

اسلام اباد - قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اليوم الأربعاء إن السعودية ستستثمر مليارات الدولارات في باكستان بعد زيارة قادها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى باكستان هذا الأسبوع حيث تعرف العلاقة بين البلدين تطورا هاما فيما تواجه اسلام اباد معضلة اقتصادية.
وقام رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الشهر الجاري بزيارة هي الأولى له الى الرياض حيث ناقش مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تسريع حزمة استثمارية مخطط لها بقيمة خمسة مليارات دولار تحتاجها باكستان بشدة لتقليص عجز حسابها الجاري ولتبرهن لصندوق النقد الدولي أنها تستطيع الاستمرار في تلبية متطلبات التمويل الأجنبي وهو الأمر الذي كان بمثابة الطلب الرئيسي في حزم الإنقاذ السابقة.
والسنة الماضية قالت السلطات الباكستانية انها تلقت دعما ماليا من السعودية بقيمة ملياري دولار حيث تم إيداع المبلغ لدى البنك المركزي الباكستاني مما يعزز احتياطيات النقد الأجنبي في وقت يوجد فيه لدى باكستان ما يكفي بالكاد لتغطية الواردات الخاضعة للرقابة لأشهر قليلة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقع الصندوق السعودي للتنمية مع البنك المركزي الباكستاني اتفاقية لمنحه وديعة مالية بقيمة 3 مليارات دولار لمدة عام.
وكانت المملكة قد تعهدت بالفعل بالأموال لباكستان لكنها انتظرت التوصل لاتفاق بين باكستان وصندوق النقد الدولي قبل الإيداع.
ورفعت وكالة فيتش حينها التصنيف السيادي لباكستان من "س س س –" الى "س س س" وجلبت حزمة الإنقاذ بعض الراحة للمستثمرين في الأسهم والسندات المحلي لكن اسلام اباد لا تزال تتطلع لمزيد من المساعدات.
وتنتظر باكستان مزيدا من الدعم من صندوق النقد الدولي للخروج من ازمة اقتصادية تعتبر الأسوأ خلال العقود الماضية.
وليست السعودية فقط من تقدم الدعم لباكستان الحليف السني القوي لدول الخليج حيث تلقت باكستان في يونيو/تموز الماضي وديعة مالية بمليار دولار من الإمارات، في مسعى لدعم الاحتياطات الأجنبية المستنفدة للبلد الواقع جنوب آسيا ولاحتواء أزمة ميزان المدفوعات المتصاعدة.
وساهمت باكستان في دعم جهود المملكة في تسوية عدد من الملفات في العالم الإسلامي وايدت اسلام اباد سياسات الرياض لدفع جهود السلام في المنطقة الاسلامية.
والسنة الماضية توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق مبدئي مع باكستان للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار، منها 1.1 مليار دولار بشكل عاجل، وذلك بعد تعثر في المفاوضات دام 8 أشهر.
وسيتيح الاتفاق مع الصندوق توفير المزيد من التمويل الثنائي ومتعدد الأطراف بالإضافة إلى تمويل من السعودية والامارات.
وأضاف مكتب شريف في بيان صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور باكستان "قريبا جدا" حيث يأتي اللقاء على وقع توتر في المنطقة بسبب الهجمات الإيرانية بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل إضافة انه يأتي بعد تدهور في العلاقات تم احتواؤه إثر هجمات نفذها الجيش الإيراني لملاحقة مسلحي جيش العدل على الأراضي الباكستانية ردت عليها اسلام اياد.