السعودية تدعم البرهان بتشكيل مجلس تنسيق لتعزيز التعاون الثنائي
الخرطوم - اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، على إنشاء مجلس تنسيق لتعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات وذلك خلال لقاء في مكة التي وصلها البرهان في أول زيارة خارجية له بعد يومين من إعلانه السيطرة على الخرطوم.
وقالت وزارة الخارجية السعودية عبر بيان، إن ولي العهد استقبل رئيس مجلس السيادة في قصر الصفا بمكة، واستعرض معه "مستجدات الأوضاع في السودان، والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار" له. وأضافت أن الجانبان بحثا كذلك "آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وتم التوافق على إنشاء مجلس تنسيق يُعنى بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات".
والخميس، التقى البرهان في الخرطوم وفدا سعوديا لبحث تنفيذ مشروعات خدمية عاجلة ضمن جهود المملكة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأهلية في السودان. كما تم التباحث حول تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعات التعليم، والصحة، والطاقة، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في مختلف مناطق السودان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن رئيس مجلس السيادة إشادته بالعلاقات "المتميزة" بين الخرطوم والرياض، مشيرا إلى "مواقف القيادة السعودية الداعمة للسودان ووقوفها مع الشعب السوداني وتقديم المساعدات الإنسانية والعون له، وحرصها على سيادة ووحدة واستقرار السودان" مشيرا إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تقديم الدعم الإنساني عبر المنظمات الدولية والإغاثية.
وقد طالب وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم من الوفد السعودي مساعدة عاجلة لإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي الذي تم استعادته من قوات الدعم السريع خلال المعارك الأخيرة، وذلك لإعادة حركة الطيران وتسهيل نقل الإمدادات الإنسانية التي يحتاجها السودان بشدة.
ولعبت السعودية دورا في محاولة إحلال السلام بين الفرقاء السودانيين واستضافت مباحثات أسفرت في مايو/أيار 2023 عن توقيع إعلان جدة، الذي يقضي بالتزام جميع الأطراف بحماية المدنيين في السودان. لكن الجيش السوداني أصر فيما بعد على التصعيد العسكري، رغم الضغوط الدولية.
ويواصل البلدان تعزيز التعاون من خلال المباحثات والتنسيق المستمر في مختلف المجالات، بدءًا من إعادة إعمار السودان إلى دعم المشروعات الإنسانية والخدمية، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. كما تسببت الحرب في تدمير كبير للبنية التحتية، ما جعل الحاجة إلى الدعم الدولي أكثر إلحاحاً.
وفي الآونة الأخيرة، تراجعت قوات دقلو في عدة ولايات، بينها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق. ومن أصل 18 ولاية، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان. كما تسيطر تلك القوات على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.
وتؤكد تلك القوات أنها لم تخسر معركة الخرطوم وأنها تقوم بإعادة التموضع وانفتاحها على جبهات القتال مهددة باسترجاع ما خسرته من مواقع.
لكن الجيش السوداني استعاد السبت السيطرة على "سوق ليبيا" غربي مدينة أم درمان، في إطار مواصلته التقدم في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم.
وهذه المرة الأولى التي يستعيد فيها الجيش السيطرة على المنطقة منذ سيطرة قوات دقلو عليه في الأيام الأولى لاندلاع الحرب. وتعد "أم درمان" واحدة من 3 مدن مجتمعة تشكل العاصمة السودانية.
وقال مصدر عسكري فضل عدم ذكر اسمه إن قوات الجيش "تمكنت صباح السبت من التغول في عمق سوق ليبيا، بعد معارك مع قوات الدعم السريع" مشددا على أن السيطرة على السوق تمت بعد تمكن الجيش من استعادة الأحياء القريبة منه خلال الأيام الماضية.
وبثت عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق تجولهم داخل سوق ليبيا، الذي يعد أشهر أسواق العاصمة السودانية.