السعودية تراهن على الثورة الصناعية الرابعة بـ 'مركز مستقبل الفضاء'

المركز الأول من نوعه يسعى لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال اقتصاد الفضاء العالمي وإرساء منصة عالمية لتعظيم القيمة الاقتصادية والبيئية من القطاع وتطوير أفضل الممارسات والسياسات التنظيمية والتشريعية إضافةً إلى تحفيز الابتكار التقني.

الرياض – عززت السعودية الأثنين حضورها في قطاع الفضاء بإعلان  توقيع كالة الفضاء المحلية  اتفاقا مع المنتدى الاقتصادي العالمي، لإنشاء "مركز مستقبل الفضاء" في البلاد، والذي سيكون الأول من نوعه.

وسيتيح المركز الوصول إلى مجتمع الثورة الصناعية الرابعة، في حين ستقوم الوكالة بإدارة وقيادة المركز بالتعاون مع "المنتدى الاقتصادي العالميّ".


ويسعى "مركز مستقبل الفضاء"، وفق الموقعين، إلى "تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال اقتصاد الفضاء العالمي".

كما سيعمل المركز على تحقيق العديد من الأهداف، في مقدمتها "إرساء منصة عالمية لتعظيم القيمة الاقتصادية والبيئية من قطاع الفضاء، وتطوير أفضل الممارسات والسياسات التنظيمية والتشريعية، إضافةً إلى تحفيز الابتكار التقني".

ووفقا للموقع الرسمي للوكالة، فإن المركز الجديد سيعمل جنباً إلى جنب مع مركز الثورة الصناعية الرابعة القائم في المملكة (C4IR) لتعزيز رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سعيا لتحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية الطموحة في البلاد.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية، محمد التميمي، أن المركز ملتزم بتعزيز "اقتصاد فضاء حيوي ومزدهر ومستدام عالميًا.. وتوسيع المعرفة، وتحسين النماذج وتنمية الشراكات".

ولفت إلى أن بلاده تهدف إلى "اغتنام الفرص الهائلة للفضاء بمسؤولية وحرص شديدين".

وفي سياق متصل، نوه المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، جيريمي جورجنز، أن التأثير الفضائي على الأرض "كبير ويمكن ملاحظته بالنظر إلى ما تقدمه التقنيات الفضائية من خدمات جليلة للبشرية، كمراقبة آثار تغير المناخ، وزيادة التواصل البشري عبر الأقمار الاصطناعية".

واعتبر أن "انضمام المركز إلى شبكة مركز الثورة الصناعية الرابعة، هو اعتراف بأهمية معالجة موضوعات متنوعة مثل:الابتكار التكنولوجي في الفضاء".

ويبلغ حجم سوق الفضاء حسب الإحصاءات الحكومية الأخيرة في السعودية نحو 400 مليون دولار في العام 2022، فيما يتمتع سوق الفضاء السعودي بفرص عدة على غرار التصنيع، ورصد الأرض، وخدمات القطاع الأرضي، بجانب الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، فيما المتوقع أن يرفد المركز الذي استُحدث أخيراً خدمات إطلاق تلك الأقمار، والتعرف أيضاً على مجالات الفضاء الناشئة، وعلوم الفضاء والاستكشاف، فضلاً عن خدمات الأرصاد والطقس، ومكافحة مسألة الحطام الفضائي.

وتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي، دافوس الذي عقد في الرياض ارتفاع حجم اقتصاد الفضاء إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، في الوقت الذي بات العالم يعتمد كثيراً على مسألة تقنيات الاتصال والتنقل بشكل متزايد.

وذكر المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير نشره بالتعاون مع مؤسسة "ماكنزي آند كومباني" أن الأمر يتعلق بأكثر من مجرد "علم الصواريخ"، موضحاً أن اقتصاد الفضاء بات يلعب "دورًا متزايدًا في كل شيء"، بدءاً من توقعات الطقس، وحتى عمليات توصيل الطعام أو المشتريات إلى المنزل، فضلاً عن التطور في تقنيات الاتصالات.