السعودية ترحّل 6 صحافيين إيرانيين كانوا يعدون تقارير عن الحج
طهران - أعلنت إيران اليوم الأربعاء أنّ السعودية قامت بترحيل ستة صحافيين كانوا يعدّون تقارير إخبارية قبيل أداء فريضة الحج في مكة ولم تتضح بعد أسباب هذا القرار الذي يأتي بعد أيام من إشادة مسؤولين إيرانيين بحسن استقبال أول مجموعة من المعتمرين الإيرانيين تصل إلى السعودية بعد انقطاع دام أكثر من 9 سنوات.
وكان في استقبال الصحافيين لدى وصولهم إلى مطار طهران رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بيمان جبلي، حسبما أظهرت صور بثّها التلفزيون الحكومي.
وقال جبلي "لا نعرف الأسباب" وراء توقيفهم الأسبوع الماضي في المدينة المنوّرة، غرب السعودية، والتي تعدّ ثاني الأماكن المقدّسة في الإسلام بعد مكّة.
من جهته، أفاد التلفزيون الحكومي بأنّه أُلقي القبض عليهم "بينما كانوا يسجّلون تلاوة القرآن" في أحد المساجد، قبل أن يتم استجوابهم ثمّ نقلهم "إلى مركز الاحتجاز التابع للشرطة".
ولم تتطرّق السلطات السعودية إلى هذه الحادثة التي تأتي بعد أكثر من عام تقريباً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في مارس/آذار 2023 في إطار اتفاق تمّ التوصل إليه بوساطة الصين، بعد قطيعة دامت سبعة أعوام.
وتؤدى فريضة الحج في مكة في منتصف يونيو/حزيران وشارك في تأديتها أكثر من 1.8 مليون مسلم في العام 2023 ويمكن لعدد محدود من الإيرانيين المشاركة.
وفي أبريل/نيسان استطاع إيرانيون التوجّه إلى السعودية للمشاركة في تأدية مناسك العمرة، بعد تسع سنوات من عدم تمكّنهم من القيام بذلك.
وتولي السعودية أهمية بالغة لتوفير كافة ظروف الراحة للحجيج من مختلف دول العالم، لكنها تتعامل بحزم مع أمنهم وترفض أي محاولات لتسييس الحج.
وغالباً ما اختلفت السعودية وإيران في السابق بشأن تأدية فريضة الحج. فقد اتهمت طهران الرياض بـ"إساءة معاملة الحجاج الإيرانيين" بينما اتهمتها الرياض بـ"تسييس الحج".
وبدأت المملكة منذ أيام في استقبال أول وفود الحجيج من مختلف دول العالم وأصدرت حزمة توجيهات حذرت من خلالها من تسييس الحج.
وتثير الجمهورية الإسلامية هذه القضية كل موسم حج مع محاولة فرضها طقوسا خاصة بالطائفة الشيعية وتتمسك بتلبية عدد من المطالب من بينها السماح للحجاج الإيرانيين بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهو ما ترفضه المملكة باعتبار أن هذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي واعتادت أن تصدر كل عام تحذيرا لحجاج إيران من إقامة هذه المراسم.
وكان النائب العام السعودي الشيخ سعود المعجب قد أكد في تصريح سابق أن "النيابة العامة ستقف بحزم أمام أي محاولة للإخلال بأمن الحج أو تعكير راحة الحجاج"، واصفا مسألة اللالتزام بالأمور التنظيمية والتدابير السعودية بـ"خط أحمر".