السعودية تستعجل تشكيل الحكومة لإنقاذ لبنان من الانهيار

بيروت - دعا السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري الأطراف السياسية اللبنانية اليوم الثلاثاء إلى الإسراع بتأليف حكومة جديدة تنتشل البلاد من الأزمة المالية، وذلك بعد أشهر من التشاحن السياسي.

وقد نأت دول الخليج العربية بنفسها عن الأزمة اللبنانية بسبب توسع دور جماعة حزب الله المدعومة من خصمها اللدود إيران.

وتأتي تصريحات الدبلوماسي السعودي في خضم المشاحنات السياسية بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

كما تشير إلى عودة سعودية أقوى للساحة اللبنانية دعما لاستقرار البلد الذي بات يقف على حافة الانهيار وفي ظل هيمنة حزب الله على السلطة ورهن قرارات وسيادة الدولة اللبنانية.

ويثقل وجود الحزب الشيعي الذي فرضت واشنطن عليه وعلى قادته عقوبات مالية، في أي حكومة لبنانية على حل الأزمة، فالجهات المانحة تخشى وصول أي أموال سواء قروض أو منح أو مساعدات إلى الجماعة الشيعية التي تسيطر على كثير من المفاصل الاقتصادية وتستحوذ في الغالب على الصفقات العمومية.

وعمل حزب الله خلال السنوات الماضية على تعزيز إمبراطوريته الاقتصادية مستغلا الأزمات التي مر بها لبنان تماما كما فعل الحرس الثوري الإيراني خلال موجة العقوبات الأميركية الأولى التي سبقت توقيع الاتفاق النووي في العام 2015.

وتضمن الشركات التي أنشأها حزب الله استمرار تدفق التمويلات من مشاريع حازها من الدولة اللبنانية وبمساعدة وزراء سابقين من حلفائه.  

وقال السفير بعد لقائه مع عون في أول زيارة له إلى قصر بعبدا منذ عام 2019 "شددت على ضرورة إعطاء المصلحة الوطنية العليا أولا لإطلاق إصلاحات جذرية يمكن أن تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".

وأضاف "أكدت لفخامته بأن الموقف السعودي يشدد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء".

وقال أيضا "ندعو جميع الفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة بتنفيذ إصلاحات جدية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".

وبحسب تغريدات أوردتها الرئاسة اللبنانية على حسابها بتوتير، جدد السفير السعودي موقف بلاده من دعم لبنان قائلا "السعودية لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه الأزمات، والرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها".

وتفاقمت أزمة لبنان المالية أمس الاثنين بعدما أخفق مجددا رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون في الاتفاق على حكومة مما يبدد آمال إنهاء خلاف سياسي مستمر منذ خمسة أشهر ويعرقل جهود إنقاذ البلاد من الانهيار المالي.

وحذر المانحون الأجانب من أنهم لن ينقذوا الدولة الغارقة في الديون ما لم يعالج السياسيون اللبنانيون قضايا الفساد والهدر التي تعد السبب الرئيسي للانهيار.

واشتد الجمود السياسي في لبنان هذا الأسبوع وظهرت إلى العلن الحرب الكلامية بين عون والحريري الذي تولى منصب رئيس الوزراء لثلاث مرات بدعم من عربي وخليجي ومن الاتحاد الأوروبي أيضا.

وبعد لقاء أمس الاثنين مع عون، الحليف السياسي لحزب الله، قال السفير السعودي إن بلاده تقف مع لبنان وسيادته. كما كرر التأكيد على "أهمية" قرارات الأمم المتحدة وبينها قرار يدعو جميع الميليشيات في لبنان إلى نزع سلاحها في إشارة إلى ترسانة حزب الله.