السعودية تستهدف تخصيب اليورانيوم لاستخدامات سلمية

الرياض تطمح لبناء طاقة إنتاجية تبلغ 17.6 غيغاواط من الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية بحلول العام 2032، أي ما يصل إلى 17 مفاعلا.

أبوظبي - قال وزير الطاقة السعودي الجديد اليوم الاثنين إن المملكة تريد إنتاج وتخصيب اليورانيوم في المستقبل من أجل برنامجها المزمع لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية الذي سيبدأ بمفاعلين.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مؤتمر الطاقة العالمي الذي انطلق اليوم الاثنين في أبوظبي "نمضي فيه قدما بحذر... نقوم بتجربة مفاعلين نوويين".

وأكد بن سلمان أن ركائز سياسة المملكة في مجال الطاقة والنفط لن تتغير.

وتريد السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، خفض كمية الخام الذي تستهلكه محليا في توليد الكهرباء كي تزيد صادراتها منه.

وتريد الرياض بناء طاقة إنتاجية تبلغ 17.6 غيغاواط من الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية بحلول العام 2032، أي ما يصل إلى 17 مفاعلا.

واكتسبت خطط السعودية النووية قوة دفع إضافية من “رؤية السعودية 2030” وهي خطة للإصلاح الاقتصادي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العام الماضي.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة خالد السلطان، أن بلاده تلقت عروض إنشاء أول مفاعلين نوويين من 5 دول هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وكوريا الجنوبية والصين.
وقال السلطان حينها إن تكلفة المفاعل النووي الواحد تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار، حسب التكلفة عالميا.
وأكدت السعودية أنها تريد الاستفادة من التكنولوجيا النووية في الأغراض السلمية. غير أن تخصيب اليورانيوم يشكل خطوة حساسة في دورة الوقود النووي لأنه قد يفتح الباب أمام الاستخدامات العسكرية لهذه المادة، الأمر الذي يقع في قلب المخاوف الغربية والإقليمية بسبب الأنشطة النووية الإيرانية.

ويريد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم تنويع مزيج الطاقة لديه، مضيفا الكهرباء النووية لكي يستطيع إتاحة المزيد من الخام للتصدير، لكن الخطط تواجه تدقيقا من واشنطن بسبب الاستخدامات العسكرية المحتملة للتكنولوجيا.

ولم تمتلك السعودية بعد أي تكنولوجيا للطاقة النووية أو تخصيب اليورانيوم.

وتحتاج المفاعلات إلى يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تبلغ 5 بالمئة تقريبا، لكن التكنولوجيا نفسها يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء أعلى يمكن استخدامه في صنع السلاح.

ويأتي تصريح وزير الطاقة الجديد تزامنا مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تركيب إيران المنافس الأكبر للمملكة العربية السعودية في المنطقة، أجهزة طرد مركزي متطورة من شأنها أن تزيد مخزونها من اليورانيوم المخصب.

ومع تزايد خطوات طهران في خفض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى في 2015، بدأت دول المنطقة تعدّد خياراتها في مواجهة الخطر الداهم، ومن بينها الشروع الفوري في امتلاك التكنولوجيا النووية عبر برامج سلمية.

وتقول السعودية، الطامحة لتعدين اليورانيوم، إن خططها سلمية، لكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشار العام الماضي إلى أن بلاده ستصنع أسلحة نووية إذا فعلت إيران.