السعودية تسوق عالميا لرؤية 2030
باريس - من المنتظر أن تقيم المملكة العربية السعودية حفل استقبال رسمي لـ179 دولة في العاصمة الفرنسية باريس بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الاثنين القادم وذلك ضمن أعمال ملف المملكة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض بهدف التسويق دوليا لرؤية 2030 وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية في سياق التحولات والانفتاح التي تقوم بها المملكة وكذلك جهود التحول إلى قطب مالي عالمي.
وتسعى السعودية لتنشيط دبلوماسيتها بهدف تعزيز الجهود للتحول إلى مركز مالي عالمي والعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية والتوقف عن التعويل على عائدات النفط في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية.
ويعد الحفل وفق صحيفة عكاظ "إحدى المناسبات المهمة التي تقيمها الدول ضمن سياق الحصول على الاستضافة، بحضور مندوبي المكتب الدولي للمعارض؛ ليتم التصويت في شهر نوفمبر القادم لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث العالمي".
وأوضحت الصحيفة أن الحفل سيشهد "معرض مصاحب ينتقل الحضور من خلاله في رحلة افتراضية للرياض عام 2030، ويتضمن المشاريع التي ستكون جاهزة قبل انطلاق معرض إكسبو 2030".
وأشارت إلى أن المعرض سيبرز تميز الموقع الجغرافي للسعودية في قلب العالم، ثقافة السعودية وأصالتها وغناها الحضاري والتراثي، ثقل الاقتصاد السعودي والسياسة الخارجية للمملكة، البنية التحتية المميزة للسعودية والمقومات السياحية فيها".
وسعت المملكة لتنويع مصادر اقتصادها ضمن رؤية 2030 من خلال الابتعاد عن سياسة التعويل على النفط كمصدر وحيد للدخل وإيجاد مصادر أخرى بديلة من خلال تمويل قطاعات السياحة والنقل والثقافة والرياضة وتعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة والنظيفة.
وتستثمر الرياض في البنية التحتية من خلال بناء مدن ذكية وتطوير قطاع النقل عبر إنشاء مشروع "مترو الرياض" وهو اكبر مشروع مترو في العالم إضافة لشركة " طيران الرياض" لدعم النقل الجوي من خلال عقد صفقات ضخمة لشراء طائرات من شركة بوينغ لصناعة الطائرات.
وقال صندوق النقد الدولي إن الإصلاحات التي تقودها الحكومة السعودية ونمو الاستثمار الخاص في قطاعات جديدة سيساعدان في دعم نمو الاقتصاد غير النفطي في المملكة.
وحقق الاقتصاد السعودي نموا بحوالي 8.7 بالمئة العام الماضي إذ عزز ارتفاع أسعار النفط الإيرادات وأدى إلى تحقيق أول فائض في ميزانية المملكة منذ ما يقرب من 10 سنوات ما ساعدها على تمويل خطط تنويع مصادر الدخل.
ويمثل معرض إكسبو الدولي 2030 جزء هاما من جهود الرياض لتحقيق نقلة نوعية والظهور بشكل جديد وجعل المملكة قادرة على منافسة دول خليجية لها تاريخ في التحول لقطب مالي واستثماري سياحي على المستوى الدولي.
وقالت صحيفة عكاظ انه "سيشارك في حفل الاستقبال وفد سعودي رفيع المستوى، أعضاء السلك الدبلوماسي الدولي في باريس وسفراء الدول لدى منظمة اليونسكو، ممثلو الجهات والمشاريع الكبرى المشاركة، مندوبو الدول الأعضاء لدى المكتب الدولي للمعارض، وكبار المسؤولين الفرنسيين في القطاعين الحكومي والخاص".
ويؤدي ولي العهد السعودي زيارة إلى باريس حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبحث العديد من الملفات في الشرق الأوسط والعالم على خلال الحرب الأوكرانية والملف النووي الإيراني وكذلك الأزمة اللبنانية.
وتطمح السعودية للعب دور دبلوماسي اكبر ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى الدولي من خلال لعب دور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا.