السعودية تعزز تعاونها النفطي مع كوريا الجنوبية قبيل قمة العشرين

ولي العهد السعودي يشارك في قمة العشرين ذات الثقل الاقتصادي العالمي والتي تجمع قادة العالم في وقت تزايدت فيه المخاوف من تعطيل إيران لشحنات النفط في الخليج.

الرياض - أعلن الديوان الملكي السعودي الثلاثاء، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غادر المملكة لزيارة كوريا الجنوبية واليابان.

وقال بيان للديوان الملكي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) إن ولي العهد السعودي سيرأس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين، والتي سيلتقي خلالها بعدد من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتتجه السعودية للانفتاح على أسواق جديدة لتنويع شراكاتها مع الدول خاصة تلك التي تنتمي لمجموعة العشرين ذات الثقل الاقتصادي العالمي، حيث عززت تعاونها مع عدد منها في الآونة الأخيرة باستثمارات هامة في مجالات تشمل الطاقة والخدمة العامة.

ويشارك في اجتماع قمة العشرين الذي يأتي قبل أيام من لقاء أعضاء منظمة أوبك والدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة في مطلع يوليو/تموز، قادة العالم من بينهم الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ، ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون.

ومن المنتظر أن يبحث قادة الدول مختلف القضايا العالمية بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والاستثمار وكذلك التغير المناخي والبيئة والطاقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في وقت سابق الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد يومي 28-29 يونيو/حزيران الجاري بأوساكا في اليابان.

وتجري حاليا محادثات بين واشنطن والرياض على وقع تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وأدى التصعيد بين البلدين إلى زيادة المخاوف من احتمال تعطل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر خلاله ثلث النفط الخام المنقول بحرا، في وقت تهدد فيه إيران بغلقه.

لكن أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الوطنية العملاقة أرامكو السعودية، قال الثلاثاء، إن بمقدور الشركة تلبية طلب عملائها على النفط باستخدام طاقتها الفائضة رغم التطورات المثيرة للقلق في الخليج.

أرامكو السعودية التي تعد أكبر مورد للنفط إلى كوريا الجنوبية، تسعى لزيادة إمدادات الخام لسول وتعزيز شراكاتها باستثمارات ضخمة

وشهدت الآونة الأخيرة، سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط في مضيق هرمز وإسقاط طائرة مسيرة تابعة للبحرية الأميركية، واتهمت واشنطن إيران يتنفيذها.

وتتطلع شركة النفط العملاقة، التي تطور مصادر غاز محلية خاصة، إلى أصول غاز في الولايات المتحدة وروسيا واستراليا وأفريقيا.

والاثنين، أبدى ترامب في سلسلة تغريدات عبر تويتر عن استيائه مما سماه "حماية الولايات المتحدة للمسارات البحرية دون مقابل لسنوات" في مضيق هرمز، مطالبا دول العالم وعلى رأسها الصين واليابان "بحماية سفنها بنفسها".

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن من السابق لأوانه التحدث عن اتفاق بين أعضاء أوبك والمستقلين بشأن تمديد خفض الإنتاج إلى النصف الثاني من العام.

وقال الناصر إن أرامكو تجري محادثات لشراء حصة في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 بالقطب الشمالي لشركة نوفاتك الروسية.

وأضاف أن الشركة تجري مناقشات بشأن شراء حصة في ريلاينس إندستريز الهندية وتجري محادثات مع شركات آسيوية أخرى بشأن فرص استثمار.

وقال "سنواصل البحث عن فرص في أسواق مختلفة وشركات مختلفة ولكن هذه الأمور تستغرق وقتا".

وأضاف أن أرامكو، وهي أكبر مورد للنفط إلى كوريا الجنوبية، تسعى لزيادة إمدادات الخام لسول حيث لها شراكات واستثمارات مع شركات تكرير كورية جنوبية.

وتمد أرامكو كوريا الجنوبية، خامس أكبر مستورد للخام في العالم، بما بين 800 و900 ألف برميل يوميا.

وقالت مصادر مطلعة إن أرامكو ستوقع مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية بشأن تخزين الخام.

وأضافت المصادر أن أرامكو تعتزم إبرام اتفاق مدته 20 عاما مع هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية لتكرير النفط لتوريد 150 ألف برميل يوميا من الخام السعودي سنويا، بينما تخطط الذراع التجارية لأرامكو لتوقيع اتفاق بيع منتجات مكررة مع الشركة الكورية.

كانت أرامكو قالت في أبريل/نيسان إنها اشترت 17 بالمئة في هيونداي أويل بنك. وأرامكو أكبر مساهم أيضا في إس-أويل، ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.