السعودية تقلل من أهمية التوتر مع واشنطن

وزير المالية السعودي يقول إنه لا يجب أن تلام المملكة على حماية مصالحها ومصالح شعبيه في رد موجه لوزير الخارجية الأميركي الذي دعا لمراجعة العلاقات الأميركية السعودية.

الرياض - قللت الرياض اليوم الخميس من أهمية التوتر الناشئ مع الولايات المتحدة، مذكرة بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين وكذلك بحق كل دولة في حماية مصالحها ومصالح شعبيها.

ورد وزير المالية السعودي محمد الجدعان اليوم الخميس على تصريحات وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن التي قال فيها إن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تحتاج مراجعة، بالقول إن المملكة "يجب ألا تُلام على حماية مصالحها ومصالح شعبها" وذلك بعد أن واجهت انتقادات حادة من الولايات المتحدة بسبب خفض إنتاج أوبك+.

وأدلى الجدعان بتعليقاته في تصريحات لقناة العربية تعقيبا على تصريحات بلينكن التي تأتي في سياق حملة ضغوط أميركية لم تلتفت لها الرياض التي أكدت مرارا على العلاقات الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن.

ومرت العلاقات بين الحليفين على مدى سنوات بفترات من التوتر والفتور لكن عادة ما يعملان على تجاوزها مع ارتباط كليهما بمصالح مشتركة وحاجة كل منهما للآخر، بينما يستبعد محللون أن يقفز التوتر الحالي إلى مستوى القطيعة.

وأوضح الوزير السعودي أن وزيري الخارجية والطاقة وكذلك سفيرة المملكة لدى واشنطن "أكدوا أن العلاقة مع الولايات المتحدة ليست علاقة سنة أو سنتين أو علاقة صفقة أو صفقتين بل علاقة إستراتيجية تمتد على مدى عقود طويلة، وما يحدث من اختلاف في وجهات النظر أمر معروف بين الدول".

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية بـ"عواقب" بعد أن اتفق تحالف أوبك+ لمنتجي النفط بقيادة الرياض في وقت سابق هذا الشهر على خفض أهداف الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا لدعم استقرار السوق.

وجاء قرار الكارتل النفطي قبل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني، وبينما تناقش الدول الغربية وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي. وروسيا عضو في تحالف أوبك+.

ودافعت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم عن هذه الخطوة باعتبارها تدعم استقرار السوق. وقال الجدعان لقناة العربية التلفزيونية إن علاقات الرياض مع الولايات المتحدة إستراتيجية وتمتد لعقود، مكررا تصريحات مسؤولين سعوديين آخرين.

ووصف بلينكن أمس الأربعاء إجراءات اتخذتها السعودية في الآونة الأخيرة، بتقديم المساعدة لأوكرانيا وتصويتها في الأمم المتحدة لصالح إدانة ضم روسيا لأراض أوكرانية، بأنها تطورات إيجابية، لكنه قال إنها لا تعوض عن قرار أوبك+ "الخاطئ".

ونقلت قناة العربية عن الجدعان قوله إن "مبادرة الاستثمار تقدم رسالتين مهمتين، الأولى أنه بحضور المنتدى يتضح أن العالم أيقن حقيقة التغييرات والتطورات الكبيرة في المملكة، التي لم يكن يتوقع حدوثها بهذه السرعة وتظهر العديد من المقابلات مع المستثمرين والمسؤولين من كل دول العالم أنهم غير مصدقين لما يحدث وأن الوعود تتحقق عبر تنفيذ تحول اجتماعي واقتصادي ومالي" وهو ما تثبته "أرقام لا تكذب".

وتابع أن الرسالة الأخرى هي "الحضور الكبير من المجتمع الاستثماري المحلي الذي لديه حماس شديد للاستثمار، حيث نما معدل الاستثمار بنسبة 19 بالمئة حتى نهاية سبتمبر (ايلول) الماضي مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي".

وأشار إلى أن "معدل الاستهلاك المرتفع والإنفاق الحكومي يدعم تمكين القطاع الخاص، وبذلك تقدم المملكة رسالتها للخارج، أنها دولة تخطط وتعمل بجد وتحقق النتائج".