السعودية تقود القوات اليمنية في عدن، والإمارات ترحّب

قرار التحالف يبني على الاتفاق السياسي بين الحكومة والمجلس الانتقالي لتقاسم السلطة في جنوب اليمن.

الرياض - أعلن التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن الاحد، أنّ المجموعات اليمنية الموالية للتحالف في مدينة عدن الجنوبية، ستكون تحت قيادة سعودية في اتفاق رحبت به الامارات ووصفته بالتطور الإيجابي.
والإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، تدعم قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تسيطر على عدن منذ معارك مع قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف أيضا، قبل أكثر من شهرين.
وعلاقة الإمارات بالحكومة اليمنية تشوبها الريبة والتوتر بسبب تنامي نفوذ الاسلاميين التابعين لجماعة الاخوان داخل الحكومة. وتنفي ابوظبي انها ساعدت المجلس الانتقالي الجنوبي على ما تسميه الحكومة اليمنية "انقلابا" في عدن.
وتقيم السعودية علاقات جيدة مع الحكومة اليمنية والمجلس الجنوبي، ما يسمح لها بأن تكون على الحياد بين الجانبين.
وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الحكومية "تم إعادة تموضع قوات التحالف في عدن لتكون بقيادة المملكة وإعادة انتشارها وفق متطلبات العمليات الحالية".
وأشادت قيادة قوات التحالف "بكل الجهود التي بذلتها القوات كافة وفي مقدمتها القوات الإماراتية وأسهمت في نجاح الخطط المعدة لتنفيذ المهام العملياتية بكل كفاءة واقتدار".
ورحب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بإعادة التموضع، ووصفه بأنّه "تطور إيجابي لصالح الاستقرار وتوحيد الأولويات وحشد الجهود".

وكتب على حسابه في موقع تويتر، "فخورون بانتصارات قواتنا ضمن جهود التحالف، وتواصل الامارات العمل مع المملكة لمستقبل أفضل لليمن وشعبه".
واضاف ان "أدوات التحالف السياسية مكملة لقدرته العسكرية ونمضي معا بثقة في توحيد الصف وتعزيزه، وستبقى الإمارات الداعم والعضيد للمملكة لما فيه مصلحة اليمن الشقيق وتحقيق أهداف التحالف".
وبعد معارك أيلول/سبتمبر الماضي بين قوّات المجلس الجنوبي والحكومة، سعت الإمارات والسعودية إلى نزع فتيل الاحتقان عبر محادثات سياسية، وتسليم أبوظبي مواقع مهمة في المحافظة لقوات سعودية، بينها المطار.
وتوصّلت الحكومة والمجلس الجنوبي إلى اتفاق برعاية سعودية لتقاسم السلطة في جنوب اليمن الجمعة.
وبموجب الاتفاق الذي من المفترض التوقيع عليه خلال أيام، سيتولى المجلس الجنوبي عددا من الوزارات في الحكومة اليمنية، وستعود الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، بحسب مسؤولين وتقارير إعلامية سعودية.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة بينها صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات.
ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي الى استعادة دولة جنوب اليمن التي ظلت مستقلة حتى عام 1990 حين توحدت مع الشمال.
ولعبت الإمارات دورا محوريا في التحالف العسكري منذ بداية عملياته في آذار/مارس 2015، قبل أن تعلن في تموز/يوليو الماضي خفض عديد قواتها في هذا البلد وتركيزها على التوصل إلى حل سياسي.