السعودية تندد بالخداع والمماطلة الإيرانية حول برنامجها النووي

مجلس الوزراء السعودي يجدد تأكيد على حرص المملكة وسعيها للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث ولوقف التدخلات الخارجية.  

الرياض تتهم طهران بالمراوغة
إيران تناور الخليج بالحوار دون وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار
طهران تسعى لكسب الوقت بحثا عن منفذ للتنفيس عن مأزقها
السعودية تدعو إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها

الرياض - اتهمت السعودية اليوم الثلاثاء إيران بالاستمرار في "الخداع والمراوغة" بشأن برنامجها النووي، مشيرة في ختام اجتماع مجلس الوزراء إلى أن طهران تماطل "بتوفير المعلومات المطلوبة منها للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ودعا بيان مجلس الوزراء الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية، طهران إلى التعاون الكامل مع الوكالة ومفتشيها.

واستأنفت إيران الأسبوع الماضي تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الأرض وهو نشاط محظور بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية.

وتأتي الاتهامات السعودية في الوقت الذي أبدت فيها طهران رغبة قوية في فتح حوار مع جوارها الخليجي بدفع من عقوبات أميركية وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الهاوية وضيّقت الخناق على أنشطة وكلاء طهران في المنطقة.

كما تأتي الاتهامات في الوقت الذي وسطت فيه طهران كلا من الكويت التي نقلت رسائل للمملكة في هذا الخصوص وأيضا سلطنة عمان حليفة إيران التي تتحرك خليجيا للتنفيس عن الجمهورية الإسلامية.

وكان البيان السعودي اليوم الثلاثاء واضحا ورسالة مضمونة الوصول لطهران ودعوة صريحة للتوقف عن المماطلة والمناورة، فمن يرغب في التهدئة وإنهاء التوتر والتأسيس لعلاقات مبنية على حسن جوار يفترض به التوقف عن الخداع ومحاولات إيهام العالم بأنه طرف راغب في السلام.

وتطلق إيران منذ فترة قصيرة إشارات متناقضة تجاه جوارها الخليجي فقد أبدت استعدادها للحوار ونقلت عبر الوسيط الكويتي رسائل للسعودية ولدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها استمرت في الوقت ذاته في سياسة زعزعة استقرار المنطقة بانتهاكها الاتفاق النووي ودعم أذرعها في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وتسعى طهران على الأرجح لكسب المزيد من الوقت بحثا عن منفذ يخفف عنها وطأة العقوبات الأميركية.

وتعرضت المملكة لاعتداءات إرهابية معظمها نفذها المتمردون الحوثيون في اليمن بصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، لكن طهران تصرّ على أن لا صلة لها بتلك الأسلحة فيما أثبتت تحليلات علمية وتقنية أن بقايا الصواريخ والطائرات المسيرة التي أسقطتها الدفاعات السعودية هي صناعة إيرانية.

وتبنى الحوثيون هجوم 14 سبتمبر/ايلول الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لأرامكو وتسبب بتوقف وقتي لنحو نصف إنتاج المملكة من الخام، لكن واشنطن والرياض أكدتا أن الهجوم نفذته طهران وانطلق من منطقة على الحدود الإيرانية العراقية.

وأكدت الرياض أيضا مواصلة جهودها في دعم اليمن بما يحقق أمنه واستقراره، مثنية على الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.

وأشار مجلس الوزراء السعودي أيضا إلى تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على حرص المملكة على نصرة الشعب اليمني منذ بداية الأزمة والسعي للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث ولوقف التدخلات الخارجية، في إشارة إلى إيران التي تدعم الانقلابيين الحوثيين.

وقال المجلس إن تلك التدخلات تسعى لفرض واقع جديد على اليمن بقوة السلاح والانقلاب على شرعيته ومؤسساته وتهديد أمن المنطقة وممراتها المائية الحيوية للعالم.

وأوضح وزير الإعلام السعودي تركي بن عبدالله الشبانة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أعرب عن تقديره لما واكب توقيع اتفاق الرياض من أصداء دولية وعربية.

وأشار إلى الإشادة والتهنئة بتوقيع اتفاق الرياض وتثمين الجهود التي بٌذلت للتوصل إليه بين الأطراف اليمنية، بوصفه خطوة محورية في مسار إنهاء الأزمة اليمنية وتعزيز وحدته وازدهاره.