السعودية تندد بالعدوان التركي على أكراد سوريا

مصر تدين الهجوم التركي على شمال شرق سوريا داعية لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية بينما ندد الرئيس العراقي بغزو تركيا لمناطق سيطرة الأكراد.

برهم صالح: الغزو التركي لشمال شرق سوريا تصعيد خطير
الرياض تعتبر الهجوم التركي تعد سافر على وحدة وسيادة سوريا


الرياض/القاهرة - أدانت السعودية مساء اليوم الأربعاء ما اعتبرته "عدوانا" تركيا على مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا، محذّرة من أن الهجوم يهدّد أمن المنطقة ويقوّض جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، بينما دعت مصر لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، في سياق ردود فعل متواترة منددة بالغزو التركي لشمال سوريا.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، إنّ المملكة تدين "العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعد سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية".

وبينما اعتبر المصدر أنّ الهجوم يمثّل "تهديدا للأمن والسلم الإقليمي"، حذّر من أنه "بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا"، فإن العملية قد تقوّض "الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع".

وبدأت تركيا بعد ظهر الأربعاء هجوما على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا ما تسبب بنزوح آلاف المدنيين في خطوة أتت بعد حصول أنقرة على ما بدا أشبه بضوء أخضر من الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من نقاط حدودية.

وقتل 15 شخصا، بينهم ثمانية مدنيين في القصف التركي على مناطق سيطرة الأكراد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا الخميس لبحث الهجوم التركي بناء على طلب قدمته بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبريطانيا.

والإدانة السعودية للعدوان التركي هي أول موقف خليجي إزاء العملية العسكرية.

ودعمت الرياض بعد تحول الانتفاضة الشعبية السورية في 2011 إلى حرب أهلية، المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الأسد منذ بدء النزاع في هذا البلد.

وهذا ثالث هجوم تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم في العام 2016 سيطرت بموجبه على عدة مدن حدودية وثان عام 2018 سيطرت على إثره على منطقة عفرين في شمال سوريا.

وفي سياق ردود الفعل العربية قالت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأربعاء إن مصر دعت إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية بشأن الهجوم التركي على سوريا، مضيفة في بيان أن "مصر تدين بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية". وقالت إن العملية التركية "تمثل اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة".

كما أدان الرئيس العراقي برهم صالح العدوان التركي على أكراد سوريا، معتبرا أنه يشكل تصعيدا خطيرا.

وقال في تغريدة على حسابه بتويتر "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير سيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم ويشكل خطرا على الأمن الإقليمي والدولي".

وتابع "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين والكرد منهم للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".

وأطلقت تركيا العملية العسكرية التي أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم 'نبع السلام' في تسمية تناقض الطابع الدموي للهجوم، بعد أشهر من المفاوضات مع الولايات المتحدة حول إقامة منطقة آمنة تقول أنقرة إنها ضرورية لأمنها القومي وأنها ستساعد على عودة آلاف النازحين السوريين.

وتقول تركيا إنها تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين نازح وقد استخدمت ورقة اللاجئين في ابتزاز أوروبا المتوجسة من طوفان اللاجئين لدولها، ماليا وسياسيا، لكن أردوغان الذي يبدو أنه استنفد هذه الورقة أدار ظهره لقضية النازحين الذين تعرضوا في الأشهر القليلة الماضية للمضايقات والاعتداءات.

وتعثرت جهود إقامة منطقة آمنة وسط خلافات بين أنقرة وواشنطن حول امتداداتها وعمقها، ليعلن الرئيس التركي بعدا عزمه شنّ هجوم بشكل منفرد على مناطق سيطرة أكراد سوريا في شمال شرق البلاد.