السعودية تنفي قطعيا اجتماع ولي العهد بنتانياهو

الرياض ترفض حتى الآن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلة إنه يتعين تحقيق الأهداف المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية أولا، لكن السعوديين سمحوا منذ أغسطس للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيهم في طريقها إلى وجهات خليجية وإلى آسيا.
السعودية استبعدت لفترة طويلة أي اتصالات رسمية مع إسرائيل
الرياض تشترط تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل أولا

الرياض - نفى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الاثنين ما تردد من أنباء مصادرها إسرائيلية عقد اجتماع بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين إسرائيليين أمس الأحد.

وكتب الأمير فيصل على تويتر "اطلعت على تقارير صحفية عن اجتماع مزعوم بين سمو ولي العهد ومسؤولين إسرائيليين خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. لم ينعقد مثل هذا الاجتماع. الموجودون كانوا مسؤولين أميركيين وسعوديين فقط".

واستبعدت السعودية لفترة طويلة أي اتصالات رسمية مع إسرائيل كما اشترطت التوصل الاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين لأي تطبيع محتمل، فيما ألغت مبادرة السلام الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن والتي طرحها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب حلّ الدولتين وأسقطت كذلك حق عودة اللاجئين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

وكانت الرياض تطالب بتفعيل مبادرة السلام العربية التي طرحت في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمباركة عربية.

ودأبت السعودية على مناصرة القضية الفلسطينية وتجنبت جميع الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، لكن المملكة وحلفاءها في الخليج وإسرائيل تساورهم شكوك عميقة تجاه إيران.

وجاءت أنباء الاجتماع بعد يوم من خطاب ألقاه نتنياهو قال فيه إنه لا يتعين العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 والذي تخلى عنه ترامب وذلك في رسالة موجهة على ما يبدو للرئيس المنتخب جو بايدن.

ولم يصدر أي تعليق من مكتب نتنياهو أو السفارة الأميركية في القدس على التقارير الإعلامية لكن وزير التعليم يوآف جالانت العضو بحزب ليكود وبالحكومة الأمنية المصغرة أكد حدوث الاجتماع في السعودية ووصفه بأنه "إنجاز رائع".

وقال لراديو الجيش الإسرائيلي "حقيقة أن الاجتماع قد عقد وأن الحديث تم عنه علنا، حتى ولو بشكل شبه رسمي حتى الآن، هو أمر في غاية الأهمية".

وفي حين توشك ولاية ترامب على نهايتها، يحاول بومبيو إقناع السعودية بأن تحذو حذو جارتيها الإمارات والبحرين في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.

وبالإضافة إلى الرغبة في احتواء إيران، يشعر ترامب وبومبيو بالقلق أيضا من احتمال قيام إدارة بايدن المقبلة بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال بايدن الذي يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني إنه سيعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي الذي وقعته القوى العالمية مع إيران إذا استأنفت طهران الالتزام التام بالاتفاق أولا، مضيفا أنه سيعمل مع الحلفاء لتعزيز شروط الاتفاق.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلا عن مسؤولين لم تسمهم أن مدير الموساد جوزيف كوهين رافق نتنياهو في زيارته للسعودية. وقاد كوهين مساعي دبلوماسية سرية للتواصل مع دول خليجية عربية.

وترفض الرياض حتى الآن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلة إنه يتعين تحقيق الأهداف المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية أولا، لكن السعوديين سمحوا منذ أغسطس/آب للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيهم في طريقها إلى وجهات خليجية وإلى آسيا.

ومن شأن أي تقارب علني مع ولي العهد السعودي أن يساعد نتنياهو على ترسيخ قدراته كرجل دولة في وقت يواجه فيه تحديات في الداخل منها محاكمته بتهم فساد ينفيها، ومنافسة وخلافات مع وزير الدفاع بيني غانتس شريكه في الائتلاف الحاكم والمنتمي لتيار الوسط.

وقال توباز لوك المتحدث باسم نتنياهو في تغريدة على تويتر "غانتس يمارس السياسة بينما رئيس الوزراء يصنع السلام".

ولدى سؤاله يوم السبت عما إذا كانت الرياض قد غيرت موقفها من إسرائيل، قال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ساندت منذ وقت طويل التطبيع الكامل للعلاقات بشرط توصل إسرائيل والفلسطينيين لاتفاق سلام دائم وشامل.

وكان وزير بالحكومة الإسرائيلية قال اليوم الاثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مع ولي عهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة، في تأكيد رسمي من جانب واحد لأول زيارة يقوم بها زعيم إسرائيلي للسعودية وسط موجة من الجهود الدبلوماسية المدفوعة بمخاوف إقليمية من إيران.

وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية 'كان' وإذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو سافر سرا أمس الأحد إلى مدينة نيوم السعودية على البحر الأحمر لإجراء محادثات مع الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.