السعودية توجه أرامكو بمواصلة ضخ النفط الخام بمعدل قياسي

روسيا تعبر عن اهتمامها بالدعوة التي وجهها وزير النفط العراقي بشأن عقد اجتماع طارئ لدول أوبك والمنتجين غير الأعضاء لبحث تحرك فوري للمساعدة على تحقيق التوازن بسوق النفط.

الرياض - وجهت وزارة الطاقة السعودية اليوم الأربعاء شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو بالاستمرار في ضخ إمدادات الخام عند مستوى 12.3 مليون برميل يوميا خلال الأشهر المقبلة.

وقالت المملكة، وهي أكبر مُصدر للنفط، إنها ستعزز إمدادات النفط الخام في أبريل/نيسان إلى ذلك المستوى، ومن المقرر أن تتجاوز صادراتها من النفط عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار، وهو مستوى قياسي مرتفع أيضا.

والاثنين، قالت أرامكو  الشركة الأكثر رسملة في العالم إنها ستُبقي على الأرجح على إنتاج النفط المرتفع المزمع لشهر أبريل/نيسان كما هو في مايو/أيار أيضا، وإنها "مرتاحة للغاية" لسعر ثلاثين دولارا للبرميل، مما يشير لاستعداد شركة النفط المملوكة للدولة لتحمل الأسعار المنخفضة لفترة.

وأعلنت شركة النفط السعودية العملاقة قبل أيام أنها سترفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل من النفط يوميا في نيسان/أبريل، ثم في اليوم التالي قالت إنها تلقت توجيها برفع الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل في اليوم.

وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها ستشرع في برنامج لزيادة الطاقة الإنتاجية للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، ملوحة لروسيا والمنافسين الآخرين بأنها مستعدة لمعركة طويلة على الحصة السوقية.

تزامنا مع  زيادة إنتاجها النفطي توجهت المملكة إلى تقديم عروض بأسعار منخفضة للمشترين في آسيا وأوروبا، واعتبر الخبراء أن ذلك يعد إعلانا "لحرب أسعار النفط" على روسيا.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 40 بالمئة إلى أقل من 30 دولارا للبرميل منذ انهيار المحادثات بين أوبك والمنتجين المستقلين في السادس من مارس/آذار دون اتفاق على تعميق أو تمديد تخفيضات الإنتاج المعمول بها منذ يناير كانون الثاني 2017 بسبب رفض روسيا ذلك.

وكانت الرياض تريد زيادة تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار التي تضررت من وباء فيروس كورونا، لكن موسكو لم توافق على مزيد من التخفيضات حتى لا تمنح فرصة للشركات الأمريكية للاستحواذ على صناعة النفط من الصخر الزيتي والتي تعتمد بصورة كبيرة على أسعار أعلى للنفط في بحر من الخام ذو الأسعار الرخيصة.

وتهدف هذه المصارعة الروسية لاستعادة الحصة السوقية من المنقبين الأميركيين الذين دفعت معدلات نموهم رغم استنادها على الديون إلى أخذ اللقب من موسكو كأكبر منتج للنفط في العالم، العام 2018، في صورة عكست التفوق الأميركي وكيف أعادت التكنولوجيا تشكيل المشهد العالمي للطاقة.

ا
موسكو تبقي الباب مواربا لعودة المفاوضات

وتقول روسيا حتى الآن إنها لا تعتزم العودة إلى طاولة المفاوضات رغم الضغط الناجم عن التحركات السعودية الاستثنائية، رغم أن جميع تصريحات المسؤولين الروس تشير إلى إبقاء باب المشاورات مفتوحا.

واليوم الأربعاء، عبرت عن اهتمامها بالدعوة التي وجهها وزير النفط العراقي الثلاثاء بشأن عقد اجتماع طارئ لدول المنظمة والمنتجين غير الأعضاء لبحث تحرك فوري للمساعدة على تحقيق التوازن بسوق النفط.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن موسكو تراقب عن كثب الأوضاع في أسواق النفط، وتقوم بتحليها وتحديد موقفها بشأن المقترح العراقي لعقد اجتماع لدول تحالف "أوبك+".

 يأتي ذلك تزامنا مع تراجع سعر نفط خام تكساس الوسيط المرجعي إلى أدنى مستوى منذ 2003 ليقترب من 25 دولارا للبرميل الواحد مع تراجع الطلب العالمي على الذهب الأسود بسبب وباء فيروس كورونا المستجد.

أما سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم أيار/مايو، فقد بلغ 27.88 دولارا بعد تراجعه بنسبة 2.96 بالمئة.

وقال نعيم أصلان المحلل في مجموعة "افاتريد" أن "تراجع الطلب وزيادة العرض وحرب العروض بين السعودية وروسيا تجعل المستثمرين في وضع صعب".

من جهته، رأى كارستن فيرش من مجموعة "كوميترسبنك" أن "الضغط باتجاه الانخفاض سيستمر إلى أن تتفق السعودية وروسيا على موقف واحد.

ومن المرجح أن تعود روسيا إلى طاولة المفاوضات في ظل صعوبة صمود دول كثيرة من بينها العراق لفترة طويلة أمام الأسعار المنخفضة وهي مخاوف عبرت عنها وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط في بيان مشترك نادر الاثنين.

وقال آل ستانتون من مجموعة "آر بي سي" إنه "يطالب باستمرار باجتماع جديد لأوبك وشريكاتها (...) لمناقشة إجراءات فورية يجب اتخاذها لإعادة التوازن إلى السوق".