السعودية تُحبط تهريب شحنة مخدرات أحد مستقبليها مقيم سوري

إحباط المملكة محاولة تهريب 13 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدّر مخبأة في شحنة رمّان عبر ميناء جدّة يأتي بعد يوم من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أبناء عمومة للرئيس السوري بتهمة الاتجار في المخدرات.

الرياض - أعلنت السعودية الثلاثاء إحباط محاولة تهريب نحو 13 مليون حبة من مادة الإمفيتامين المخدّر مخبأة في شحنة رمّان عبر ميناء جدّة والقبض على أربعة أشخاص على ارتباط بالعملية، في وقت تكافح السلطات محاولات تهريب هذا المخدر وتوزيعه منذ سنوات في المملكة.

وتعلن المملكة بانتظام عن ضبط كميات من حبوب الكبتاغون تأتي بشكل أساسي من سوريا ولبنان عبر شحنات، لا سيما الفواكه والخضار. وكان تهريب المخدرات في شحنات رمان من لبنان إلى السعودية أحد أسباب أزمة سابقة بين البلدين أوقفت خلالها الرياض استيراد فواكه من الوجهة اللبنانية.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أشخاص من أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتباطهم بما قالت بروكسل "تجارة مخدرات"، مشيرة إلى صلة للدولة السورية بهذه التجارة.

وقال المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات الرائد مروان الحازمي، إنه تمّ "القبض على مستقبلي شحنة المخدرات بمحافظة جدة، وهم 4 أشخاص: مقيمان من الجنسية المصرية ومقيمان من الجنسيتين السورية واليمنية."

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس عن الحازمي قوله إنه تمّ إحباط محاولة تهريب نحو 13 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر مخبأة في شحنة فاكهة الرمان عبر ميناء جدة الإسلامي".

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نقلتها وسائل إعلام رسمية عن وزارة الداخلية عشرات العلب المخصصة لشحن الرمّان مملوءة بأكياس شفافة تحتوي على أعداد كبيرة من الحبوب. وبدا عنصر أمن سعودي ملثّم ويحمل بندقية إلى جانب أربعة موقوفين مكبلي الأيدي وأمامه كمية كبيرة من الحبوب مكدّسة على الأرض.

ولم تكشف السلطات ما إذا كانت هذه الحبوب مخدر الكبتاغون المؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات ولا البلد مصدر الحبوب المضبوطة.

والكبتاغون أساسا هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل ستينات القرن الماضي، مؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى.

وتمّ حظر استخدام العقار لاحقا ليتحوّل مخدرا يتم إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط. وهو ينتج بشكل أساسي في سوريا ويتم تهريبه إلى الأسواق في الخليج.

وتعتبر المملكة، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، إحدى أكبر الوجهات في الشرق الأوسط التي يتم تهريب الكبتاغون إليها.

وأظهر تحقيق أجرته وكالة فرانس برس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه خلال عشر سنوات من حرب مدمّرة، تغيّرت خارطة سوريا، فرُسمت خطوط جديدة ومعابر داخلية تفصل بين المناطق، لكنّ شيئا واحدا هو الكبتاغون بدا كأنه عابر للتقسيم ولخطوط التماس وتحوّل إلى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشرة مليارات دولار.

والاثنين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على اثنين من أبناء عمومة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة تهريب الكبتاغون، مصدر الدخل الرئيسي للنظام، في خطوة اتخذتها على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا.

وبعد أن أغلقت السعودية سفارتها لدى دمشق عام 2012، إثر اندلاع النزاع في سوريا، بدأت استئناف علاقاتها معها هذا العام. وقام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في 13 أبريل/نيسان بأول زيارة رسمية إلى المملكة منذ القطيعة بين الدولتين، ثمّ زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق بعد أقلّ من أسبوع.

وبعد لقاء الوزيرين في جدّة، أكد الجانبان في بيان مشترك "على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها".

ومن شأن استئناف العلاقات السعودية السورية أن يعزز جهود مكافحة تجارة المخدرات التي يعتقد أن منشأها سوريا.