السعودية ركيزة أساسية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط

ادارة بايدن لا تزال تعتبر الرياض حليفا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط رغم بعض الاختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمة اليمنية والملف النووي الإيراني.
السعودية ترى ان التساهل مع الحوثيين سيجعلهم يتمادون في انتهاكاتهم
الرياض ترى ان سياسة تخفيف الضغوط لن تدفع ايران الى احترام التزاماتها النووية

الرياض - لا تزال السعودية تمثل الركيزة الاساسية للسياسات الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الاوسط ويعود ذلك لعلاقات تاريخية امتدت لعقود رغم الحديث عن وجود تباينات بين الرياض والإدارة الأميركية الجديدة بخصوص عدد من الملفات.
وقد ذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية صباح السبت أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وذلك في أول مكالمة بينهما.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الوزير السعودي هنأ بلينكن على تولي المنصب الأسبوع الماضي وعبّر عن "تطلع المملكة للعمل مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التحديات المشتركة وصون الأمن والاستقرار في المنطقة".

وهنالك بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الرياض والادارة الاميركية الجديدة فيما يتعلق بالازمة اليمنية وملف ايران النووي وتهديداتها في المنطقة.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن قد قالت الأسبوع الماضي إنها ستنهي دعم واشنطن للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن وأشارت إلى أنها ستكثف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بتعيين مبعوث لليمن. 
وأشارت الولايات المتحدة أمس الجمعة إلى اعتزامها إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية تنظيما إرهابيا وذلك في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.
لكن السعودية والحكومة اليمنية ترى ان الخطوة الاميركية ستساهم في دفع الحوثيين الى تحدي القرارات الدولية خاصة وانهم اعتبروا قرار رفعهم من لائحة الارهاب انتصارا لهم.
وتتخوف السعودية ان يصعد المتمردون في اليمن من هجماتهم الصاروخية ضد المملكة رغم تأكيد ادارة بايدن بان امن المملكة خط احمر وانها ملتزمة بامن الخليج وترفض كل التهديدات التي تطال المملكة.
ومن التبانات بين الطرفين هو الموقف من الملف النووي الايراني فالسعودية ترى ان سياسة تخفيف الضغوط المتبعة من الإدارة الأميركية الجديدة لا يساعد في حل الازمة وسيمنح ايران الفرصة في المناورة والتمادي في تهديداتها.
وكان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب قد قرر في 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي لسنة 2015 وقرر تشديد العقوبات على ايران.
ومع صعود بايدن للحكم في الولايات المتحدة طلبت واشنطن من طهران العودة اولا للاتفاق النووي لكن الحكومة الايرانية تطالب برفع العقوبات عنها اولا.
وتطالب السعودية اضافة الى عدد من دول الخليج بضرورة تضمين الترسانة الصاروخية لايران وتهديداتها في المنطقة عبر دعم الميليشيات في اتفاق نووي مستقبلي.
ويرى مراقبون انه رغم هذه الخلافات لا تزال السعودية في قلب الاهتمامات الاميركية خاصة وان المملكة محرك اساسي للسياسات في المنطقة العربية نظرا لثقلها السياسي وتاثيرها في مختلف المجالات.
وكان أول اتصال هاتفي يجريه بلينكن مع بلد خليجي منذ توليه المنصب مع وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات يوم الخميس.