السفينة العالقة بقناة السويس ترجئ تسليم مليون طن من الغاز إلى أوروبا

شركات شحن الغاز الطبيعي المسال ربما تضطر لعكس المسار والإبحار حول رأس الرجاء الصالح لكن الرحلة قد تستغرق 30 يوما أو الانتظار في البحر الأحمر أو البحر المتوسط في انتظار تعويم السفينة الجانحة إيفر جيفن.
قاطرات وجرافات لتحرير السفينة العالقة بقناة السويس
فشل كل جهود تحرير سفينة الشحن العالقة في قناة السويس
تركيا والولايات المتحدة تعرضان المساعدة في حل أزمة سفينة الشحن الجانحة

القاهرة - أعلنت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم) المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة التي تغلق قناة السويس فشل محاولة لإعادة تعويم السفينة اليوم الجمعة، بينما عبرت الولايات المتحدة وتركيا عن استعدادهما للمساعدة، فيما قال محللون إن هذه المشكلة في أحد أكثر ممرات التجارة العالمية ازدحاما، قد ترجئ تسليم نحو مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا إذا استمر توقف الملاحة لأسبوعين.

وقالت الشركة إن فريق إنقاذ هولندي من شركة سميت سالفيدج أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان يوم 28 مارس/آذار للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة.

وقالت 'بي.إس.إم' في بيان "التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمال من حول الجانبين الأيمن والأيسر من مقدمة السفينة"، مضيفة أن كراكة يمكنها نقل ألفي متر مكعب من المواد في الساعة وصلت أمس الخميس وجار اتخاذ الترتيبات لاستئناف الجهود اللازمة لإعادة تعويم السفينة.

وأعلنت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة جنحت بسبب رياح قوية وتستبعد أي عطل ميكانيكي أو في المحركات عندما كانت السفينة تعبر قناة السويس وعلى متنها اثنان من مرشدي هيئة قناة السويس.

وقالت إن أفراد طاقم السفينة وعددهم 28 وجميعهم من الهند ما زالوا على متنها وبصحة جيدة.

وتتواصل محاولات تحرير سفينة الحاويات الضخمة العالقة منذ الثلاثاء الماضي، باستخدام القاطرات والجرافات الثقيلة، فيما تبقى الملاحة معطلة لليوم الرابع على التوالي في هذا المجرى المائي بالغ الأهمية على صعيد حركة التجارة البحرية العالمية.

وتفيد بيانات من شركة المعلومات كبلر بأن هناك الآن ست سفن غاز طبيعي مسال تنتظر دخول القناة، أربع منها عند الطرف الجنوبي على البحر الأحمر واثنتان في المتوسط. وأظهرت البيانات أن سفينة سابعة داخل القناة بالفعل.

وتحمل ستة من هذه السفن ما إجماله 500 ألف طن. وأظهرت البيانات أنه من الممكن تغيير خطط العبور بالنسبة إلى 16 سفينة غاز طبيعي مسال أخرى بحلول يوم الأحد إذا استمر التكدس ولم تتغير مسارات السفن. ومن الممكن وصول 15 سفينة أخرى بحلول يوم الاثنين.

ويمكن أن تصل سعة ناقلات الغاز الطبيعي المسال إلى 260 ألف طن. وبسبب التكدس، من المتوقع حدوث تأخيرات كبيرة في خطة تحميل الغاز الطبيعي المسال براس لفان في قطر.

وذكرت ريستاد أن قطرالمنتج الكبير للغاز المسال، شحنت ما يقرب من 260 شحنة إلى أوروبا في 2020 عبر القناة.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء في ريستاد إنرجي "حتى إذا تم فتح الطريق خلال أسبوع، هناك صف طويل من الشحنات ينتظر عبور القناة. العودة إلى التدفق الطبيعي سيستغرق بعض الوقت"، مضيفا "قد تكون فرصة مثالية للمنتجين الأميركيين لإبرام المزيد من الطلبيات في وقت أزمة لمسار النقل".

وارتفع متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال تسليم مايو/أيار في شمال شرق آسيا إلى 6.80 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية هذا الأسبوع، بارتفاع 25 سنتا عن الأسبوع السابق. كما ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي.

وتجاوزت أوروبا ذروة موسم الطلب الشتوي ويمكنها أيضا الحصول على غاز عبر خطوط أنابيب من روسيا والنرويج وكذلك على غاز طبيعي مسال من روسيا والذي لا يحتاج عبورا لقناة السويس، لكن الغاز الطبيعي المسال القطري أقل تكلفة بكثير من المصادر الأخرى.

ومخزونات الغاز في هذا الوقت من العام عند منخفضات غير مسبوقة ويحرص المشترون في الآونة الأخيرة على إعادة ملء المخزونات، مما يشي بسيل من شحنات الغاز الطبيعي المسال على المرافئ الأوروبية.

وربما تضطر شركات شحن الغاز الطبيعي المسال لعكس المسار والإبحار حول رأس الرجاء الصالح أو الانتظار في البحر الأحمر أو البحر المتوسط في انتظار تعويم السفينة الجانحة إيفر جيفن.

وقالت ريستاد إن الرحلة من السويس إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو تسعة أيام بسرعات متوسطة. وأضافت الشركة أن الرحلة من قطر إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 17 يوما، لكن إعادة توجيه المسار حول رأس الرجاء الصالح ربما يستغرق أكثر من 30 يوما.

وخلال موسم الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي، حين ينمو الطلب على التدفئة، فإن الاكتظاظ في قناة بنما يساهم في دفع أسعار الغاز المسال الفورية للارتفاع في آسيا إلى مستويات قياسية إذ تضطر شركات الشحن البحري إلى اللجوء لمسارات أطول وأعلى تكلفة.

وقال متحدث باسم شركة إناغاس لتشغيل نظم نقل الطاقة إن تسليم شحنات الغاز المسال إلى سبعة مرافئ لإعادة التغويز في إسبانيا لم تتأثر بعد.

وقالت الشركة إن تسعة بالمئة من الغاز الطبيعي المسال القادم لإسبانيا يمر عبر القناة.

وقال المتحدث "لم تتأثر أي سفينة غاز مسال متجهة إلى إسبانيا بالسفينة الجانحة في قناة السويس، ولا توجد سفن من المقرر أن تأتي من دول تستخدم هذا المسار في الأسبوعين القادمين".