السلطات السودانية تمنع الإسلاميين من تنظيم مظاهرة

ناشطون سودانيون يستنكرون دعوة الإسلاميين لتنظيم مظاهرات معتبرين ذلك بداية تحرك لعناصر الثورة المضادة والمجلس العسكري يحثهم على عدم تأجيج الوضع في البلاد.

الخرطوم - رفضت السلطات السودانية في ولاية الخرطوم اليوم الأحد، التصديق لموكب دعا إليه تيار نصرة الشريعة الذي يجمع مجموعة من الإسلاميين، غدا الاثنين .

وعقد نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي محمد حمدان دقلو لقاء مساء اليوم الأحد بقادة تيار نصرة الشريعة لحثهم على التخلي عن هذه الخطوة .

وأشار منشور صادر عن إعلام شرطة ولاية الخرطوم إلى أن "لجنة أمن ولاية الخرطوم بعد اطلاعها على طلب تيار نصرة الشريعة الإسلامية للتصديق على موكب مليوني غدا، قررت رفض الطلب لدواع أمنية وتأمينية بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد".

وكان تيار نصرة الشريعة الإسلامية دعا لموكب غدا الاثنين لما وصفه بـ"الدفاع عن الشريعة الإسلامية من تغول العلمانيين ومحاولتهم الوصول لسدة الحكم"، في إشارة لقوى الحرية والتغيير التي تضم بداخلها تيارات يسارية.

واستنكر ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة الإسلاميين، معتبرين ذلك بداية تحرك لعناصر الثورة المضادة.

وكتبت صفحة مساندة للحراك الشعبي في السودان على تويتر "مليونية نصرة الشريعة .. محاولة جديدة من تجار الدين لشق الثورة السودانية . الإسلام كان قبلكم وظل في فترة ارتزاقكم باسمه وسيظل قائماً نقياً في سوداننا الجديد رغماً عنكم".

وفي وقت سابق أعلن حزب المؤتمر الشعبي الإسلامي الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع عمر البشير، عدم مشاركته في الموكب.

يذكر أن اجتماع هيئة شورى المؤتمر الشعبي الذي يعتبره كثير من السودانيين امتدادًا لنظام البشير، قد تعرض السبت إلى اعتداءات من قبل محتجين بالعاصمة الخرطوم رفضا لمشاركته في المرحلة الانتقالية. وأصيب 30 شخصا على الأقل من أعضاء الحزب.

واستمرت مشاركة المؤتمر الشعبي في حكومة "الوحدة الوطنية"، التي شكلها البشير، حتى إعلان عزله في 11 أبريل/ نيسان الجاري.
ويتوجس السودانيون من محاولة بعض الأطراف المحسوبة على نظام البشير في الجيش وخصوصا أعضاء من المؤتمر الشعبي، إعادة إنتاج النظام السابق عبر المشاركة في المرحلة الانتقالية في البلاد.

ويقول مراقبون للشأن السوداني إن تيار نصرة الشريعة هو أحد محاولات الإسلاميين الذين شاركوا البشير في الحكم مدة ثلاثة عقود، للعودة إلى الحياة السياسية عن طريق مسميات أحزاب مختلفة سعيا لضخ دماء جديدة في التيارات والتحالفات يشرف عليها شباب وكوادر لم تكن معروفة في السابق.