السل يتوراى عن سبعة ملايين مصاب بأكبر قاتل بين الأمراض المعدية

إصابة قرابة عشرة ملايين شخص بالوباء القاتل في العام الماضي، وباحثون يطورون لقاحا يوفر حماية كبيرة ضد مرض ناتج عن بكتيريا معدية تصيب الرئتين.

واشنطن -  قالت منظمة الصحة العالمية انه تم علاج حوالي 7 ملايين شخص مصاب بالسل في 2018 مقابل 6 مليون مريض في العام 2017. 
وأشارت المنظمة انه تم رصد إصابة قرابة 10 ملايين شخص بالوباء القاتل في العام الماضي .
وأفادت المنظمة في تقرير جديد أصدرته أن العام الماضي شهد انخفاضا في عدد الوفيات بمرض السل.
واشارت الى ان ما يصل الى 80% من مرضى السل في البلدان المثقلة بالأعباء ينفقون أكثر من 20% من دخل أسرهم السنوي على علاج المرض مشددة على انه يتعين على العالم تسريع التقدم اذا كان الهدف هو بلوغ هدف التنمية المستدامة المتمثل في إنهاء السل بحلول عام 2030 .
وحذر التقرير من أن برامج صحة الطفل لا تزال لا تركز دائما بشكل كاف على مرض السل حيث ان نصف الأطفال المصابين به لا يحصلون على رعاية جيدة، ولا ينال سوى ربع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في الأسر المصابة بالسل على علاج وقائي.

السل
ضعف جهاز المناعة

كما حذر التقرير في الوقت ذاته من أن مكافحة السل لا تزال تعاني من نقص مزمن في التمويل.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي ثلث سكان العالم لديهم ما يسمى عدوى السل الكامنة، ما يعني أنهم أصيبوا ببكتيريا السل، لكنهم ليسوا مصابين بالمرض ولا ينقلونه.
ويتعرض الأشخاص المصابون ببكتيريا السل لخطر الإصابة بمرض السل بنسبة 10%، ويمكن أن يصيب الشخص المصاب ما بين 10 إلى 15 شخصا آخرين سنويا.
وينتقل المرض عن طريق الرذاذ المتطاير الذي يحمل البكتيريا، إضافة إلى اللمس واستعمال أشياء شخص مصاب، خاصة الملابس وفرشاة الأسنان ومناشف الغسيل، وغيرها.
وقال باحثون أستراليون إنهم طوروا لقاحًا جديدًا نجح في استهداف مرض السل، ووفر حماية كبيرة ضد أكبر قاتل بين الأمراض المعدية في العالم.
اللقاح طوره باحثون بمعهد "سينشري" لبحوث السل وجامعة سيدني في أستراليا، ونشروا نتائج تجاربهم في دورية (Journalof Medicinal Chemistry) العلمية.
واستغرق البرنامج البحثي الأسترالي الذي يستهدف هذا المرض الفتاك أكثر من 5 سنوات من الجهد، وخلال هذه الفترة نجح فريق البحث في تطوير لقاح جديد للسل.
وأظهرت التجارب التي أجراها الفريق على الفئران أن اللقاح الجديد يوفر حماية كبيرة ضد السل حيث أظهر فاعليته في مكافحة المرض.

السل
مشكلة صحية ضخمة في جميع أنحاء العالم

وقالت الدكتورة آنيليز آشهورست، الباحثة المشاركة في الفريق "إن السل يمثل مشكلة صحية ضخمة في جميع أنحاء العالم، إنه ينجم عن بكتيريا معدية تصيب الرئتين بعد استنشاقها". 
وأضافت أن اللقاح الجديد اعتمد على اثنين من الببتيدات (البروتينات الصغيرة) التي توجد عادة في بكتيريا السل، ثم تم ربطها بإحكام مع مادة مساعدة "منبه" كانت قادرة على بدء الاستجابة المناعية في الرئتين ضد السل".
وتابعت: "أظهرت نتائج أبحاثنا أن اللقاح الجديد نجح في تحفيز خلايا جهاز المناعية التائية المعروفة بأنها تحمي من السل، وذلك لمقاومة العدوى".
واكد البروفيسور وارويك بريتون، رئيس معهد "سينشري" لبحوث السل، الباحث المشارك في الفريق: "يوجد حاليًا لقاح وحيد لمرض السل يُعرف باسم "بي سي جي"، وهذا فعال فقط في الحد من خطر الإصابة بالسل بين الأطفال".
وأضاف أن لقاح" بي سي جي" فشل في منع العدوى أو توفير حماية طويلة الأجل للأفراد الأكبر سنًا، ولا يعتبر مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، لذلك كانت هناك حاجة ماسة لتطوير لقاحات أكثر فعالية لإنقاذ الأرواح".
وعن اللقاح الجديد، أشار إلى أن "الشيء المهم هو أن اللقاح الجديد يصل بالفعل إلى الرئتين، باعتبارهما المكان الذي نشاهد فيه السل للمرة الأولى، في النهاية، نود أن نرى شكلاً من أشكال هذا اللقاح متاحًا للاستخدام على هيئة بخاخ للأنف يتم استنشاقه بسهولة ليوفر حماية من مرض السل مدى الحياة".