السماح عبدالله يقدم تجربته في بيت الشعر بالأقصر

الشاعر نشأ في بيت للشعر، فكان من الطبيعي أن يصبح شاعرًا لأن أباه وجده كانا شاعرين وإخوته أيضًا شعراء.
عملت في مهن لا تتعارض مع طبيعتي كشاعر
الفترة التي عاشها الشاعر في شبابه كانت تحتشد بالأسماء الكبيرة في الشعر والأدب

الأقصر (مصر) ـ أقام بيت الشعر بالأقصر مساء السبت ٢١ ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩  أمسية شعرية استضاف فيها الشاعر السماح عبدالله ضمن برنامجه شاعر وتجربة وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر.
بدأ القباحي حديثه بالترحيب بالجمهور وبضيف الأمسية الشاعر السماح عبدالله كواحد من الشعراء المؤثرين في المشهد الشعري وله دوره في إحداث حراك ثقاقي مشهود في الساحة الثقافية وهو سليل أسرة شاعرة؛ فالوالد كان شاعرًا وإخوته جميعًا شعراء، ثم قرأ طرفًا من سيرة الشاعر الضيف فهو الشاعر ومدير بيت الشعر المصري السماح عبدالله، يكتب مقالة أسبوعية لجريدة الأهرام بعنوان "أفراح الذاكرة". ويكتب مقالة أسبوعية بجريدة القاهرة بعنوان "وقت لي". عمل سابقًا مديرًا لتحرير مجلة "القاهرة" ومديرًا لتحرير مجلة "الفكر المعاصر" ورئيسًا لتحرير سلسلة "ديوان الشعر العربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. أشرف على الأمسيات الشعرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 2002، ومن إصداراته:
أولا: دواوين شعرية: شتاء للعاشق الوحيد - سقيفة الفقراء - حصيرة البارحة -  خديجة بنت الضحى الوسيع - مكابدات سيد المتعبين - الواحدون - أحوال الحاكي-  مديح العالية -  خلاخيل العابرة  - الرجل بالغليون فى مشهده الأخير - ثلاثاءات عابر سبيل – متى يأتي الجيش العربي؟! – قبو الثلاثين – تصاوير ليلة الظمأ – طرف من أخبار الحاكي -  نثر الدر. ثانيا: المسرح الشعري: أغنية إلى النهار. ثالثا: السيرة الذاتية: الرجل ذو الجلباب الأزرق الباهت. رابعا: المختارات الشعرية: عن الأشياء نفسها. خامسا: مختارات من الشعر العربي: مختارات من شعر محمود سامي البارودي -  مختارات من شعر أمل دنقل –  مراثي الإمام محمد عبده.
بدأ الشاعر السماح عبدالله حديثه بقوله لست صاحب تجربة كبيرة أو مؤثرة هي تجربة عادية ليس فيها تقلبات، لكنني أستطيع أن أقول إنني نشأت في بيت للشعر، ولذلك كان من الطبيعي أن أصبح شاعرًا لأن أبي وجدي كانا شاعرين وإخوتي أيضًا شعراء ثم عملت في مهن لا تتعارض مع طبيعتي كشاعر. أيضًا حكى عن علاقته بالشاعر د. أحمد هيكل الذي صادفه في الثمانينيات وكان وقتها وزيرا للثقافة وسمع قصيدة منه وبعدها ألحقه للعمل في هيئة الكتاب، متحدثًا أيضًا عن الفترة التي عاشها في شبابه حيث كانت تحتشد بالأسماء الكبيرة في الشعر والأدب؛ فقد عاصر فترة مكتبة الأسرة متحدثًا عن أن حالة القراءة الآن نفتقدها كثيرًا ونفتقد مشاهدها الثرية، وأصبحت دور النشر تعزف عن نشر الكتب كالشعر وكالكتب الفكرية، متمنيًا أن تعود تلك المشاهد التي تدل على ثقافة ووعي الشعب المصري، فقد كان لدينا نهضة ثقافية وتعليمية في بداية القرن العشرين والذي تابع هذه الفترة يتعجب كيف تحملت مصر هذه الأسماء في وقت واحد من أعلام مثل محمد عبدالوهاب وطه حسين وأحمد شوقي وحافظ وإبراهيم والعقاد وتوفيق الحكيم والمازني وغيرهم الكثير. وكان الشعب حريصًا أن يقرأ ما ينتجه هؤلاء الكتاب والمبدعون من منتجهم الثقافي والأدبي، مؤكدًا على أنه ما زال لدينا كتّاب وقراء لكن ينقص الأمر أن يتصل هذان الطرفان في حالة من الإبداع والجمال، متمنيًا للمشهد الثقافي أن يعود إلى سابق عهده.
ثم انتقل السماح عبدالله للحديث إلى بيت الشعر بالقاهرة (بيت الست وسيلة) حيث تحدث عن نشاط البيت الذي يقيم أمسية شعرية كل يوم أحد ومن ضمن مجلس أمنائه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والشاعر حسن طلب والشاعر محمد سليمان، وقد أسسته وزارة الثقافة المصرية وضم كبار شعراء مصر الذين كانت لهم بصمتهم الخاصة والفاعلة محاولين أن يكونوا مؤثرين وفاعلين في وسط ثقافي لم يعد على حد قوله مهتمًا بالشعر، وهذا قدر الشعر حسب رأيه أن يكون فئويًا ومقتصرًا في تذوقه على خاصة توفر لديهم الحس والذوق الذي يجعلهم يتعاطون مع الشعر.
ثم اختتم الشاعر حديثه بأن الشعر كثير وعديد ومختلف ومتنوع وقد يخرج عن نطاق القصيدة، فالقصبدة حالة من حالات الشعر والشعر موجود في الحياة بأشكال مختلفة والشعر في إحدى تعريفاته هو التفكير بالصورة ولا ينبغي أن نحصره فقط في القصيدة فهو موجود في كل شيء نابض بالحياة.
ثم قرأ من قصائده المتنوعة:

غرام
أسوق عليكِ القصيدةَ أن تحزني
كِسَرَ القول لي 
إن أتيتكِ ذات صباحْ
مقلتاي فدادين فرحٍ
وكفّاي ممدودتان بجرحٍ
وقوليَ هطّال بوحٍ
وخطوي مباحْ
وجيوبي محشوّةٌ فتنةً وغرامَا
أسوق عليك القصيدةَ
إني غدا
سوف أبلغ عشرين عامَا
سوف أبلغ عشرين موتا
وعشرين أغنيةً
تترقرقُ
نازفةً بالجراح ْ.
ومن قصيدة أخرى بعنوان "خسران" يقول السماح عبدالله:
ما الذي أجّل صيد الملكةْ؟
إنني عايَنتُ حال البحرْ
واعتليت الصخرْ
ورميت الشبكةْ
وانتظرت الوعدْ
صابرا كنت كما يجدر بالصيادْ
صابرا كنتُ وحالي لم تكن مرتبكةْ
كان طُعمي كافيا وغروري كافيا
وعيوني بالفضا مشتبكةْ
هذه الصيدة لم يبق سواها لاكتمال المملكةْ.