السنوار وراء رفض حماس صفقة تبادل الأسرى

الموساد يرى أن رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع يواصل استغلال التوتر مع إيران ويسعى إلى تصعيد شامل في المنطقة.

القدس - أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بشأن الهدنة في قطاع غزة، أن الحركة الفلسطينية رفضت مقترح التهدئة، غداة تأكيدها أنها سلّمت ردّها الى الوسطاء.

وقال الموساد في بيان وزّعه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد إن "رفض المقترح... يُظهِر أن (رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى) السنوار لا يريد اتفاقا انسانيا ولا عودة الرهائن" المحتجزين في القطاع منذ الهجوم الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وكان شرارة اندلاع الحرب في غزة.

ورأى جهاز الموساد أن السنوار "يواصل استغلال التوتر مع إيران" ويسعى إلى "تصعيد شامل في المنطقة"، وذلك في البيان الصادر بعد ساعات من شنّ الجمهورية الإسلامية هجوما بالطائرات المسيّرة والصواريخ على الدولة العبرية، ردا على قصف قنصلية طهران في دمشق في الأول من أبريل.

وأكد جهاز الاستخبارات أن إسرائيل "ستواصل العمل بكل قواها من أجل تحقيق كل أهداف الحرب ضد حماس، ولن تألو جهدا لإعادة الرهائن من غزة".

وكانت حماس قد أكدت ليل السبت أنها ردّت على المقترح دون أن تكشف أن فحوى ردها، لكنها أعادت تأكيد مطالبها القائمة على "وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين الى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار".

وأكدت استعدادها لـ"إبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين".

وعرضت دول الوساطة، أي الولايات المتحدة وقطر ومصر، مقترحا للتهدئة الأحد الماضي على كل من إسرائيل وحماس، ومارست ضغوطا على الطرفين من دون أن يبدو أي منهما مستعدا لتقديم تنازلات أو الانسحاب من التفاوض.

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.

وفي تعليقه على المقترح، قال القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي، إن الحركة "تريد اتفاقا واضحا لا يدخلنا في معركة جديدة، يشمل وقف إطلاق النار بشكل شامل، وانسحابا كاملا للاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين دون شروط، وإعادة الإعمار دون قيود، وأن تتم هذه العملية بشكل سلس، إضافة لعملية تبادل للأسرى".

وتابع أن "المقترح المقدم من الوسطاء يتجاهل وقف إطلاق النار بشكل واضح وصريح، ولا يُقر بضرورة انسحاب إسرائيل من غزة".

وأعلنت "حماس" مرارا تمسكها بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية تماما من قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وحرية إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ضمن اتفاق لتبادل الأسرى.

وكانت القناة الثانية عشرة في هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عمل بشكل سري على إعاقة تنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 33686 شخصا غالبيتهم مدنيون، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس صدرت السبت.

وخُطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.