السودانيون يطالبون بحل الحزب الحاكم السابق ومحاكمة قادته

عشرات آلاف السودانيين يتظاهرون في الخرطوم ومدن اخرى للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن فض اعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة اوقع عشرات القتلى والجرحى.

الخرطوم - شارك عشرات الآلاف من السودانيين في مظاهرات الاثنين في الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بحل الحزب الحاكم السابق وتقديم المسؤولين السابقين للمحاكمة.
وفي الخرطوم، تجمع آلاف المتظاهرين في ساحة الحرية التي حشد الرئيس المعزول عمر البشير أنصاره فيها في الشهور الأخيرة من حكمه وطالبوا بحل حزب المؤتمر الوطني وتقديم المسؤولين في عهد البشير للمحاكمة بتهمة الفساد.
ودعا إلى المظاهرات تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات التي أسقطت البشير. وكان أحد المطالب الأساسية لمظاهرات اليوم هو محاسبة المسؤولين عن فض اعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو /حزيران.
وهتف المتظاهرون "الشهداء أولا! القاتل مازال حرا!".
ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى المظاهرات الأحد وفي وقت لاحق من ذلك اليوم شكل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لجنة للتحقيق في فض الاعتصام ومقتل عشرات المعتصمين.

وهناك خلاف حول عدد القتلى إذ قال أطباء مرتبطون بالمعارضة إن نحو 130 شخصا قتلوا في فض الاعتصام وأعمال عنف لاحقة. لكن المسؤولين قالوا إن عدد القتلى 87 قتيلا.
ورحب تجمع المهنيين السودانيين بتشكيل اللجنة واصفا إياه بأنه اللبنة الأولى في بناء تحقيق نزيه والكشف عن مرتكبي الجريمة.
وسيرأس اللجنة المحامي الحقوقي نبيل أديب وستضم مسؤولين أمنيين بارزين ومحامين آخرين.
وطالب المتظاهرون بأن تكشف اللجنة سريعا حقائق فض الاعتصام الذي كان ذروة احتجاجات أدت إلى انقلاب قادة الجيش على البشير وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.
وقال مازن مصطفى (20 عاما) وهو طالب جامعى "أنا مشارك في هذا الموكب للمطالبة بمحاسبة قتلة شهداء الثورة".

وفي أغسطس/آب وقعت جماعات مدنية من بينها تجمع المهنيين السودانيين اتفاقا لتقاسم السلطة مع القادة العسكريين لمدة ثلاث سنوات وبموجب الاتفاق تشكل مجلس سيادي وعين حمدوك رئيسا لحكومة انتقالية.
ويتعين على لجنة التحقيق تحديد المسؤولين عن فض الاعتصام وتحديد عدد القتلى والمصابين والمفقودين وتقدير التعويضات المالية للضحايا.
ويجب أن تنتهي اللجنة من أعمالها في غضون ثلاثة أشهر يمكن زيادتها شهرا إذا أعدت تقارير دورية عن عملها.
وقالت هديل احمد (28 عاما) وهي موظفة "نريد من لجنة التحقيق أن تعمل بشفافية وتحقق مع كل المتهمين بما في ذلك أعضاء المجلس (العسكري) السابق وهم أعضاء الآن في مجلس السيادة".
وأضافت "لن نقبل أي تهاون في عمل اللجنة وسنحرس دماء الشهداء".

الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير
المحتجون يعتبرون محاكمة راس النظام فقط غير كافي

وفي اب/اغسطس وجه قاض سوداني رسميا لعمر البشير تهم الفساد والتعامل بالنقد الأجنبي بصورة غير مشروعة حيث اعترف البشير حينما استجوبته المحكمة للمرة الأولى إنه تلقى أموالا من زعماء دول لكنه لم يستخدم هذه الأموال في أغراض خاصة.
والبشير الذي أجبر على التنحي من السلطة في 11 نيسان/ابريل بعد أشهر من الاحتجاجات ضد نظامه، كان قد مثل أمام النيابة العامة للمرة الأولى في 16 حزيران/يونيو.
ونفذت سلطات الأمن السودانية، في ابريل/نيسان حملة اعتقالات بحق عبد الله البشير شقيق الرئيس المخلوع، وبصفوف قيادات من حزب المؤتمر الوطني،قبل ان تحيلهم على سجن كوبر.
ومن أبرز المعتقلين أيضا، والي الخرطوم الأسبق عبد الرحمن الخضر، ورجل الأعمال الشهير رئيس نادي المريخ سابقا، جمال الوالي، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، والأمين العام الأسبق لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، حاج ماجد سوار.
بالإضافة إلى، رجل الأعمال الأشهر في البلاد، عبد الباسط حمزة، ورجل الأعمال، جمال زمقان.