السوداني أول رئيس حكومة عراقي يزور تونس بعد 21 سنة
بغداد - يبحث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في تونس الذي يزورها لأول مرة اليوم الأربعاء قادما من مصر العلاقات الثنائية حيث يسعى قادة البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها.
وأفاد المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أنه وصل إلى مطار قرطاج الدولي بتونس العاصمة في زيارة رسمية تستمرّ ليوم واحد قادما من مصر.
وتعتبر الزيارة الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ 21 سنة حيث تأتي بعد خطوات لتحقيق تقارب بتوقيع اتفاقيات بعد زيارة قام بها وزير الخارجية التونسي السابق نبيل عمار الذي زار بغداد في مايو/أيار للمشاركة في اللجنة العراقية - التونسية المشتركة. وتلقى محمد شياع السوداني حينها دعوة رسمية لزيارة تونس.
ووقع البلدان خلال تلك الزيارة 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات متنوعة.
ورافق عمّار في زيارته إلى بغداد حينها وفد من وزارات ومؤسسات رسمية عديدة، إضافة إلى رجال الأعمال وفاعلين اقتصاديين، حيث تم تنظيم منتدى اقتصادي بين البلدين.
وكان رئيس الحكومة العراقية تلقى نفس الدعوة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي نقلها السفير التونسي في بغداد شكري لطيف حيث ان هنالك علاقات تاريخية بين البلدين فيما تسعى بغداد للعودة بقوة لحاضنتها العربية.
وكان رئيس الوزراء التونسي السابق احمد الحشاني ثمن حينها "مواقف العراق" مجددا "الرغبة الصادقة في توسيع الشراكة الاستراتيجية" فيما دعا السوداني الشركات التونسية للمشاركة في المشاريع فرص الاستثمار وبناء البنية التحتية في البلاد.
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، الثلاثاء، "المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة" المستمر منذ نحو 11 شهرا.
جاء ذلك خلال لقاء الجانبين، في مدينة العلمين شمال غرب مصر، وفق مصدرين رسميين بالبلدين، في وقت تستضيف القاهرة فيه جولة مباحثات غير مباشرة بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، شهدت المباحثات "تبادل الرؤى بشأن سبل الخروج بالإقليم من الأزمات الخطيرة وتوافقت الآراء بشأن ضرورة التهدئة وخفض التصعيد الإقليمي".
وأكد الجانبان "ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بغزة"، مشددين على "ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع، والتوقف عن التصعيد الإسرائيلي المستمر بالضفة الغربية".
وشددا أيضا على "ضرورة إطلاق مسار سياسي جاد يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقه المشروع والعادل، في دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو السبيل المستدام لإرساء السلام والأمن والتنمية في المنطقة".
وبحسب بيان الرئاسة المصرية، تضمن اللقاء "الإعراب عن الارتياح للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين الدولتين".
وأكد الرئيس المصري، في هذا الإطار، "تأكيد دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا دعمها لجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية به، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربي".
ووفق البيان المصري "توافق الزعيمان على أن الظروف الراهنة تستوجب تكثيف العمل العربي المشترك، على المستويين الثنائي والجماعي"، منوهين في هذا الصدد إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن.
وأكدا "مواصلة العمل على إنجاح مشروعاتها وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجاً للتعاون العربي والتكامل الإقليمي".
كما تطرق اللقاء إلى بحث التعاون الثنائي القائم بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بالجهود الجارية لزيادة الاستثمارات المتبادلة والمشتركة، وكذا التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية العمرانية، والسياحة، والطاقة، والنقل والصناعة.
ووفق بيان لمكتب السوداني، بحث اللقاء الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأكد الجانبان "حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس".
ونقل البيان عن السوداني تأكيده أنّ "سكوت المجتمع الدولي شجّع الكيان الصهيوني على تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مشيداً بالجهود التي تبذلها مصر في العمل على وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى، أشار السوداني إلى "عمق العلاقة بين العراق ومصر التي قطعت شوطاً مهماً على مستوى التعاون المتميز، وما تشكله من محور ارتكاز يعود بالمنفعة للبلدين الشقيقين، وكذلك على استقرار المنطقة". وفق البيان نفسه.
وأكد "حرص العراق في التعاون والانفتاح على الشركات المصرية، خصوصاً مجالات الإسكان والزراعة وإدارة المياه"، مشيراً إلى "استمرار العمل في اللجنة العراقية المصرية المشتركة، ومتابعة المباشرة لما تحرزه من تقدّم، لا سيما التعاون في الصناعات النفطية التحويلية".
ولفت السوداني، إلى أن "العراق المستقر هو قوّة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة"، مشدداً على أن حكومة بغداد "تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة".
وشدد على أن العراق "قادر على أن يكون ساحة تلاق بين دول المنطقة والبلدان الصديقة".
وشملت المحادثات بين الجانبين، ملفات مشتركة، خصوصاً مجالات النفط، والزراعة، وإدارة المياه، وكذلك في إطار التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الهاشمية، بحسب البيان.