السوداني يحدد موعدا للبدء في انجاز مشروع ميناء الفاو الكبير

بغداد - دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء إلى التسريع في انطلاق إنجاز ميناء الفاو الكبير، محددا نهاية العام المقبل موعدا للبدء في المشروع الضخم الذي ظلّ مؤجلا طيلة سنوات سبب معضلة التمويل والضغوط الخارجية، لا سيما الإيرانية.

وقال السوداني خلال توقيع عقد مشروع مصفاة "الفاو" الاستثماري الذي يعد أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير أن "مشروع مصفى الفاو المتكامل من المشاريع الاقتصادية المهمة للبلد وهو يدعم الصناعات التكريرية والبتروكيمياوية في العراق"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية.

وتبلغ طاقة المصفاة 300 ألف برميل في اليوم وسيتم تشييدها وفق المعايير البيئية العالمية وبتكنولوجيا حديثة للاستفادة من المشتقات النفطية لأغراض الاستهلاك المحلي والتصدير.

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في منشور على فيسبوك بأن "السوداني وجه بوجوب الالتزام بالجداول الزمنية لتنفيذ مشروع الفاو الكبير وتجاوز أي عقبة ميدانية قد تعرقل المكونات الأخرى، مع الحفاظ على المواصفات القياسية والهندسية بأعلى المستويات".

ويشتمل الشروع على مرحلتين، الأولى تتضمن أعمال تصفية، فيما سيتم خلال المرحلة الثانية بناء مجمع للبتروكيماويات بطاقة 3 ملايين طن سنوياً، إلى جانب تشييد محطة كهربائية بطاقة 2000 ميغاواط، كما يتضمن إنشاء أكاديمية الفاو لتكنولوجيا المصافي لتدريب 5 آلاف من الكوادر العراقية التي ستتولى إدارة المصفاة مستقبلا، وفق المصدر نفسه.

وأشارت تقارير عراقية إلى أن السعة القصوى لمرفأ ميناء الفاو الكبير تبلغ حوالي 3.5 مليون وحدة مكافئة وفق الأفق المفترض عام 2028 فيما ستبلغ حوالي 7.5 مليون وحدة مكافئة في أفق العام 2038.

ويقع الميناء في منطقة رأس البيشة على نهاية الجرف القاري للعراق وتكمن أهميته الجيوسياسية في ربط الشرق بأوربا عبر العراق وتركيا وسوريا بما يسمى بـ"القناة الجافة".

وتوقع خبراء دوليون أن يؤدي المشروع إلى تغيير خارطة النقل البحرية العالمية ومن المحتمل عند إكمال انجازه أن يصبح أحد أكبر موانئ الخليج العربي.

وكان رئيس الوزارء العراقي قد أكد في تصريح سابق أن مشروع ميناء الفاو الكبير "بحجم العراق وتطلعات شعبه"، مشددا على ضرورة تذليل كافة العقبات لانطلاق الأشغال.

وطيلة سنوات لم يغادر المشروع الضخم الرفوف رغم وضع حجر أساسه في العام 2010 بسواحل مدينة الفاو التابعة لمحافظة البصرة، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي في أبريل/نيسان 2021 البدء في الإنجاز، لكن معضلة التمويل حالت دون الانطلاق الفعلي للأشغال.

وأثار المشروع جدلا واسعا، فيما اتهم نواب حكومات متعاقبة بعقد صفقات مع دول مجاورة أدت إلى تأجيل إنشاء ميناء الفاو الكبير بهدف عدم منافسة موانىء تلك الدول.

وتوقعت صحيفة "المونيتور"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، في تقرير سابق تأخر انطلاق إنجاز المشروع بسبب "فشل الحكومات العراقية في حل أزمتي التمويل والنزاعات الحدودية بين العراق وجيرانه بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها إيران لدفع العراق نحو المضي قدما في مشروع ربط السكك الحديدية حتى يصبح أكثر اعتمادا على الموانئ الإيرانية في شمال الخليج".