السوداني يدعو لتعزيز التعاون مع الناتو بعد انسحاب قوات التحالف

رئيس الوزراء العراقي يرغب في تطوير التعاون مع حلف شمال الأطلسي في مجالات التدريب والتنسيق المعلوماتي مع القوات المسلحة.

بغداد - دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تعزيز التعاون مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" بعد انسحاب قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من البلاد، فيما لم تسجّل المفاوضات بين واشنطن وبغداد بشأن إخراج القوات الأجنبية أي تقدّم.

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية بأن "السوداني ناقش مع قائد بعثة الناتو في العراق الجنرال لوكاس شرورز الأوضاع الأمنية في المنطقة"، كما تطرق اللقاء إلى "جهود البعثة وتعاونها مع المؤسسات الأمنية العراقية في مجال المشورة والتدريب والتنسيق الاستخباري بشأن ملاحقة بقايا فلول عصابات داعش الإرهابية".

وأعرب السوداني عن رغبته في تطوير التعاون مع الحلف في مجالات التدريب والتنسيق المعلوماتي مع القوات المسلحة بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي لمناهضة داعش.

ويواجه السوداني ضغوطا متزايدة من إيران عبر الميليشيات والقوى السياسية العراقية الموالية لها بهدف تسريع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ضمن مساعيها لإقصاء أي طرف يهدد نفوذها المتنامي في العراق.

ويعتبر متابعون للشأن العراقي أن دعوة السوداني لتعزيز التعاون مع حلف الناتو من شأنها أن تثير حفيظة إيران التي تعارض تواجد أي قوات أجنبية في جارتها الغربية، فيما يأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من توجيه طهران تحذيرا مبطّنا إلى رئيس الوزراء العراقي من الخروج من مظلة الإطار التنسيقي الذي يضم القوى السياسية الموالية لها والتي دعمته للوصول إلى منصبه.

ولا تلوح في الأفق أي بوادر لاتفاق وشيك بين العراق والولايات المتحدة بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق، في وقت تعتبر فيه واشنطن أن البلد لا يزال يواجه مخاطر إرهابية وهو ما تؤكده الهجمات التي تنفذها بين الحين والآخر خلايا إرهابية باستهداف مواقع للجيش والقوات الأمنية.

وكشف متحدث عسكري عراقي في وقت سابق أن المباحثات بين واشنطن وبغداد تهدف إلى صياغة جدول زمني يبدأ من التقليل التدريجي لتواجد قوات التحالف الدولي وصولا إلى انسحابها من البلاد والانتقال إلى شراكة أمنية.

وهددت ميليشيات عراقية من بينها كتائب "سيد الشهداء" الموالية لإيران منذ نحو أسبوعين باستئناف الهجمات على القواعد الأميركية في حال لم تفض المباحثات بين بغداد وواشنطن إلى اتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وأكد مصدر سياسي أن الميليشيات العراقية حددت للسوداني مهلة بـ40 يوما لحسم ملف إخراج القوات الأميركية من البلاد، متوعدة بوضع حد لهدنة استهدافها للقواعد التابعة للولايات المتحدة، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية.

وتحول العراق إلى حديقة خلفية للتحركات والأنشطة الإيرانية بالوكالة في جميع المجالات، فيما تنظر الولايات المتحدة بقلق بالغ إلى تنامي النفوذ الإيراني في البلاد، بينما أكد مسؤولون أميركيون في تصريحات سابقة أن واشنطن تعوّل على تعاون بغداد لكبح تغوّل الميليشيات الموالية لطهران ووضع حد لتحركاتها المزعزعة لاستقرار المنطقة. 

وأكد رئيس الوزراء العرقي في وقت سابق أنه لم يعد هناك مبرر لبقاء القوات الأميركية في العراق، لافتا إلى قدرة الجيش والقوات الأمنية على حفظ الاستقرار والتصدي للهجمات الإرهابية، لكنه يحرص على المرونة في التفاوض مع الجانب الأميركي، مدفوعا برغبته في تعزيز العلاقات مع واشنطن وإبرام شراكة إستراتيجية تشمل جميع القطاعات وخاصة الاقتصادية.