السوداني يستجيب للضغوط بجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق

السلطات العراقية تنفي تصريحات المتحدث باسم البنتاغون بشأن التنسيق معها في ضربة استهدفت مقراً للحشد الشعبي معتبرة أنها محاولات لخلط الأوراق.
الجيش الأميركي نفذ ضربة ضد قيادي عراقي يعتبره مسؤولا عن هجمات على قواته
قائد الحرس الثوري الإيراني: سليماني أنقذ العراق من شر الهيمنة الأميركية
الضربات الأميركية تضرّ بمجمل العلاقة بين القوات العراقية والتحالف الدولي

بغداد - أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجمعة، عن تشكيل لجنة ثنائية لجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي بصورة نهائية من العراق، مضيفا "نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي في إنهاء وجودِ التحالف بعد أن انتهت مبررات وجوده"، في لهجة حادة تشير إلى الضغوط التي يتعرض لها من قبل القوى السياسية الموالية لإيران بهذا الشأن.

وأضاف أن الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، مشددا أنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على ارض العراق وسمائه.

وتؤكد مصادر مطلعة أن السوداني يتعرض لضغوطات متزايدة من بعض قوى الإطار التنسيقي بشأن المطالبة بخروج قوات التحالف التي تشكلت بهدف القضاء على داعش، وهي مطالب ليست جديدة تحركها إيران بين فترة وأخرى لعدم رغبتها بوجود قوات أجنبية بالقرب منها، ومع التصعيد في المنطقة واستمرار الهجمات والهجمات المضادة بين الفصائل الموالية لإيران والقوات الأميركية في العراق، تبدو الفرصة ملائمة لطهران للضغط بهذا الاتجاه عبر وكلائها. 

 وفي كلمته خلال حضوره الجمعة الحفل التأبيني الذي أقامته هيئة الحشد الشعبي في الذكرى الرابعة على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد "أبو مهدي المهندس"، وقائد الحرس الثوري الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي عام 2020، ندد السوداني بتكرار الهجمات التي تستهدف مقار الحشد الشعبي من قبل قوات التحالف.

وأشار إلى أن "الاعتداء الذي أدى الى (اغتيال المهندس)، وضيف العراق الجنرال قاسم سليماني، مثل ضربة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراء غير مبررة".

ولفت إلى أن العراق تربطه مع الولايات المتحدة اتفاقية شراكة استراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا (استهداف سليماني والمهندس) تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية وما نص عليه ميثاق الأممِ المتحدةِ من المساواةِ في السيادةِ بين الدولِ وحظرِ استخدامِ القوةِ في العلاقاتِ الدولية.

وتابع "تعيش منطقتنا في وضع محتقن منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر للعامِ الماضي، بسببِ السياساتِ العدوانية والإجرامية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضدَّ الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة"، مردفاً "ذرنا من أنّ استمرار الممارساتِ الوحشية في غزة، ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم، وبدأنا نلمس آثاره اليوم في العديد من دول المنطقة".

وأعلنت حركة النجباء إحدى الفصائل العراقية المسلحة في بيان الخميس، مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي مشتاق طالب السعيدي (ابو تقوى) بقصف أميركي "غادر" على مقر الدعم اللوجستي في العاصمة بغداد. وحمّل ناطق عسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مسؤولية القصف الذي استهدف مقرا للحشد الشعبي في بغداد وأوقع ضحايا، مشبها القصف بأنه "عمل إرهابي".

حركة النجباء تعلن مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي مشتاق طالب السعيدي (أبو تقوى) بقصف أميركي على مقر الدعم اللوجستي في العاصمة بغداد.

وكانت مصادر أمنية عراقية أفادت بمقتل اثنين من عناصر الحشد الشعبي بينهما أمر لواء وإصابة ستة آخرين في قصف بطائرة أميركية استهدف أحد مقار الحشد شرقي بغداد الأربعاء.

وقد استهدفت ضربات عسكرية أميركية مماثلة مواقع للحشد الشعبي في أبو غريب وجرف النصر "الصخر سابقا” والحويجة في كركوك ردا على قيام المقاومة الإسلامية في العراق بقصف مقار القوات الأميركية في قواعد عين الأسد وحرير ومطار أربيل الدولي.

واعتبر السوداني أن "الحوادث الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرة في العراق، من خلال قيام قواتِ التحالف الدولي باعتداءات ضد مقار الحشد الشعبي"، مؤكداً أن "الحشد الشعبي يمثل وجودا رسميا تابعا للدولة وخاضعا لها وجزءا لا يتجزأ من قواتنا المسلحة".

 وشدد "أكدنا مرارا أنه في حال حصولِ خرق أو تجاوز من قبل أيةِ جهة عراقية أو إذا ما تم انتهاك القانونِ العراقي، فإن الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها أن تقوم بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات"، مشددا على أن "الحكومة هي الجهة المخولة بفرضِ القانون، وعلى الجميعِ العمل من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق".

وتنسجم تصريحات السوداني مع كلمة قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي الجمعة، الذي اعتبر إن الجنرال قاسم سليماني "أنقذ العراق من شر الهيمنة الأميركية".

وأضاف خلال مراسم تشييع جثامين ضحايا تفجيرات في مقبرة "الشهداء" في مدينة كرمان "لقد خضنا معركة حقيقية مع قوة اسمها أميركا خلال العقود القليلة الماضية، وفي كل هذه المعارك ألحقنا بهم هزائم مذللة". وتابع "لقد جاءوا إلى العراق، ولكنهم فشلوا، والحاج قاسم منع أميركا من تحقيق أهدافها، وأنقذ العراق من شر الهيمنة الأميركية".

ونفت خلية الإعلام الأمني الجمعة، تصريحات المتحدث باسم البنتاغون بشأن التنسيق مع السلطات العراقية بشأن الضربة التي استهدفت الخميس مقراً للحشد الشعبي، مؤكدة أن حتى عضو ارتباط قوات التحالف الدولي في العراق لم يكن على علم بهذه العملية.

وقالت الخلية في بيان "أدلى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس بتصريح أشار فيه إلى وجود تعاون مع الجانب العراقي في الاعتداء الذي استهدف مقراً لهيئة الحشد الشعبي، وفي الوقت الذي نؤكد فيه خطورة مثل هكذا تصريحات وما تشكّله من محاولات لخلط الأوراق، ننفي بشدة وجود مثل هذا التعاون".

وأكدت "بل على العكس إن اعتداء يوم أمس نفذ بشكل مباشر من دون علم أي جهة عسكرية أو أمنية عراقية، كما هو حال الاعتداءات الأخيرة التي طالت مواقع أمنية". وأضافت "علاوة على ذلك فإن عضو ارتباط قوات التحالف الدولي في العراق أبلغ نائب قائد العمليات المشتركة بعد الاستفسار منه بأنه لم يُبلّغ بشكل مُسبق بتنفيذ هذا الاعتداء الذي يندرج في إطار سلسلة من التجاوزات التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي في المدة الماضية والموثقة لدى قيادة العمليات المشتركة، خصوصاً تنقل الطيران المُسيّر والحربي في سماء العراق".

وشددت على أن "اعتداء يوم أمس يضرّ بمجمل العلاقة بين القوات العراقية والتحالف الدولي، ويعد تجاوزاً واضحاً للتفويض القانوني الذي وُجد لأجله هذا التحالف". والخميس قال مصدر أمني مسؤول إن قصفاً جوياً مجهولاً بطيران مسيّر استهدف مقراً للحشد الشعبي شرق العاصمة العراقية بغداد.

وأضاف المصدر أن مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي اللواء الـ12 حركة "النجباء" الكائن ضمن مقتربات كلية الشرطة العراقية شرق بغداد تعرض الى قصف جوي بطائرة مسيّرة مجهولة. ولاحقاً أفاد مصدر أمني وآخر طبي، بارتفاع حصيلة القصف الجوي الذي استهدف مقر الحشد الشعبي شرق العاصمة بغداد بثلاثة صواريخ إلى ثلاث قتلى وستة جرحى.

ونقلت وكالة رويترز الخميس عن مسؤول أميركي قوله إن بلاده شنت ضربة جوية ضد قائد "ميليشيا" مسؤول عن هجمات ضد القوات الأميركية. وبين أن "الجيش الأميركي نفذ ضربة في بغداد ضد قيادي بفصيل عراقي يعتقد أنه مسؤول عن هجمات على القوات الأميركية".