السودان بحاجة إلى 6 مليارات دولار لمواجهة المجاعة

الأمم المتحدة تؤكد أن ظروف المجاعة قد تم الإبلاغ عنها بالفعل في خمسة مواقع على الأقل في السودان، بما في ذلك في مخيمات النازحين في دارفور وفي جبال النوبة الغربية.

جنيف – ناشدت الأمم المتحدة الاثنين تأمين 6 مليارات دولار لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في السودان جراء الحرب التي شردت الملايين الذين فروا من الظروف "المروعة"، في الوقت الذي يصر فيه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على الاستمرار في الحرب والحسم العسكري.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين في نداء مشترك إن الهدف هو تقديم المساعدة لنحو 26 مليون شخص هذا العام.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

أدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

وأكدت الهيئتان الأمميتان أن ما يقرب من ثلثي سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات طارئة، في حين تواجه أجزاء واسعة من البلاد ظروف المجاعة.

وقال توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في بيان "السودان حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد صادمة. المجاعة تتفاقم. وباء العنف الجنسي ينتشر. والأطفال يُقتلون ويُصابون. والمعاناة مروعة".

وأكد بيان الأمم المتحدة أن ظروف المجاعة قد تم الإبلاغ عنها بالفعل في خمسة مواقع على الأقل في السودان، بما في ذلك في مخيمات النازحين في دارفور وفي جبال النوبة الغربية.

وحذرت من أن "الجوع الكارثي من المتوقع أن يتفاقم بحلول ايار/مايو عندما يبدأ موسم الجفاف".

وناشدت الأمم المتحدة توفير 4.2 مليارت دولار للوصول إلى ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان وتأمين المساعدات المنقذة للحياة والحماية.

وأشار فليتشر إلى أن خطة الأمم المتحدة ستوفر "شريان حياة لملايين الأشخاص".

وأكدت الأمم المتحدة أنها ستحتاج أيضا إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص – سواء من اللاجئين السودانيين أو مجتمعاتهم المضيفة – في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا.

ونقل البيان عن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قوله "اليوم، أصبح ثلث سكان السودان نازحين". مشددا على أن "عواقب هذا الصراع المروع الذي لا طائل منه امتدت إلى ما هو أبعد من حدود السودان".

وحذرت الأمم المتحدة من أنه بدون تمويل فوري، سيُحرم ثلثا الأطفال اللاجئين من الوصول إلى التعليم الابتدائي، مما "يهدد جيلا كاملا".

وأشارت الى أن "ما يصل إلى 4.8 ملايين لاجئ وعضو في المجتمع المضيف سيستمرون في مواجهة انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع حرمان ما لا يقل عن 1.8 مليون شخص من المساعدات الغذائية"، محذرة من أن "الأنظمة الصحية المجهدة بالفعل قد تنهار".

العام الماضي، تلقت المنظمات الإنسانية 1.8 مليار دولار للسودان – 66 في المئة من 2.7 مليار دولار كانت مطلوبة – وتمكنت من الوصول إلى أكثر من 15.6 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد.

كما قدمت مساعدات غذائية منقذة للحياة لأكثر من مليون شخص في الدول المجاورة، بالإضافة إلى دعم طبي لنصف مليون شخص وخدمات حماية لأكثر من 800 ألف شخص، حسبما ذكر البيان.

وقالت الحكومة السودانية اليوم الاثنين إنها ستسمح لوكالات الإغاثة باستخدام معبر أدري الحدودي لمدة ثلاثة أشهر أخرى اعتبارا من 16 فبراير/ شباط الجاري.

وكانت الحكومة قد قيدت العام الماضي استخدام المعبر، وهو ضروري للوصول إلى مناطق منكوبة في إقليم دارفور، قائلة إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية تستخدمه لنقل الأسلحة.