السودان بلا نقل ولا صحف في اليوم الثاني للإضراب

شلل يصيب الإدارات والمرافق الحكومية في السودان في اليوم الثاني للإضراب الذي دعا له تحالف الحرية والتغيير لتكثيف الضغط على المجلس العسكري الانتقالي.

الخرطوم - تظاهر مئات من موظفي البنوك وجهات حكومية بما في ذلك وزارة النفط خارج مبنى بنك السودان المركزي، وتعطلت حركة الحافلات في اليوم الثاني للإضراب الذي دعا له تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات.

وبين المحتجين الذين حملوا لافتات كتب عليها "إضراب إضراب" و"مدنية" ولوح بعضهم بعلم السودان، قالت سمية عثمان وهي موظفة بشركة اتصالات "حصل هجوم على الإضراب أمس، وأتينا لأننا نرفض ما حصل البارحة".

واحتجز "مسلحون" وفق قادة الاحتجاج موظفين من البنك المركزي، الثلاثاء، داخل مكاتبهم للضغط عليهم للتراجع عن الإضراب.

وأضافت سمية فيما هتف محتجون خلفها "حرية وسلام وعدالة" و"المدنية خيار الشعب": "هذا غير مقبول، الدستور يضمن لنا حق الإضراب... لهذا نريد حكومة مدنية".

وفي حدث نادر في البلاد لم يصدر عدد من الصحف في الخرطوم الأربعاء بسبب إضراب فنيي المطابع.

وكتب الهندي عز الدين مالك صحيفة المجهر على حسابه على موقع تويتر"الصحيفة ليست في حالة إضراب لكننا لم نستطع طباعة العدد جراء إضراب فنيي المطابع".

في المقابل بدأ مطار الخرطوم بتسيير رحلات الأربعاء، على الرغم من تعليق شركات الطيران السودانية "بدر" و"تاركو" و"نوفا" رحلاتها لليوم الثاني على التوالي. وشارك العديد من موظفي المطار في الإضراب الثلاثاء.

وجراء إضراب الموظفين لليوم الثاني، أصيبت محطة الحافلات الرئيسة التي تنقل الركاب بين العاصمة الخرطوم والولايات، بالشلل.

وشوهد مئات المسافرين ينتظرون خارج المحطة يبحثون عن مركبات خاصة تقلهم إلى وجهاتهم في مختلف مناطق البلاد.

وقال محمد المين المسافر مع أسرته إلى كسلا في شرق البلاد "لليوم الثاني آتي للمحطة برفقة أسرتي ولا أستطيع السفر. الآن أحاول مع مسافرين آخرين استئجار سيارة تقلنا سويا".

تعطل المسافرين بسبب شلل محطة الحافلات الرئيسة التي تنقل الركاب بين الخرطوم والولايات
تعطل المسافرين بسبب شلل محطة الحافلات الرئيسة التي تنقل الركاب بين الخرطوم والولايات

ولتكثيف الضغط على المجلس العسكري الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير دعا تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات إلى إضراب عن العمل يومي 28 و29 أيار/مايو الحالي.

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالإقليم المضطرب غرب البلاد، تجمع مئات يحملون لافتات كتب عليها "المدنية خيار الشعب".

وقال شاهد عيان "منذ الصباح خرج موظفو الجامعة وانضم لهم آخرون ّأمام المدخل الرئيسي لها وهم يهتفون حرية سلام وعدالة والمدنية خيار الشعب".

وقال أحد مصوري أن عشرات من موظفي وزارة النفط تجمعوا أمام مبنى الوزارة وهم يحملون لافتات تطالب بنقل الحكم للمدنيين.

وشارك الثلاثاء آلاف الموظفين والعمال في المكاتب الحكومية والبنوك وميناء البلاد الرئيسي على البحر الأحمر، ومن القطاع الخاص للتأكيد على أن الحكم المدني وحده الكفيل بإخراج السودان من أزمته السياسية.

وقبل بدء الإضراب أعلن قادة الاحتجاجات أن العاملين في القطاع الصحي ووكلاء النيابة والمحامين وموظفي الكهرباء والمياه، إضافة إلى موظفي قطاعات المواصلات العامة والسكة الحديد والطيران المدني سيشاركون في الإضراب.

وأطاح الجيش بالبشير بعد أشهر من التظاهرات واعتصام عشرات الآلاف أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

ويواجه ضباط الجيش الذين يحظون بمساندة إقليمية مطالب المحتجين ودول غربية بالتنحي وتسليم السلطة للمدنيين.

وما زال الآلف يعتصمون أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.

وقبل تعليق المفاوضات الأسبوع الماضي اتفق الطرفان على قضايا رئيسية مثل فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وبرلمان من 300 عضو يكون ثلثاه من تحالف الحرية والتغيير.

ويتعثر التفاوض بسب إصرار قادة الاحتجاجات على أن يتولى المدنيون رئاسة مجلس السيادة وغالبية عضويته وهو المقترح الذي رفضه العسكريون.

البنوك في الخرطوم استجابت للإضراب
البنوك في الخرطوم استجابت للإضراب