السودان: لا نريد حربا مع أثيوبيا لكن لن نفرط في حقوقنا

مسؤول سوداني يدعو إثيوبيا إلى تخفيف التوتر والتقارب من أجل عقد مفاوضات لحل المشاكل العالقة، فيما تشوب العلاقة بين الخرطوم وأديس أبابا خلافات عدة حول سد النهضة وترسيم الحدود.

الخرطوم - أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان ياسر العطا، الثلاثاء، أن بلاده لا تريد إطلاقا خوض حرب ضد إثيوبيا، داعيا إياها إلى تخفيف التوتر، والتفاوض بشأن كل ما ينفع شعبي الجارتين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تفرط شبر من أراضيها.

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن السودان أن جيشه سيطر على أراضي بلاده كاملة في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، والتي كانت تتواجد فيها "مليشيات إثيوبية".
وقال العطا "أوجه رسالة أخوية صادقة إلى الشعب الإثيوبي، وإلى القيادة الإثيوبية، بأن تعمل على تخفيف التوتر".

وأضاف "نحن كشعب سوداني وحكومة سودانية لا نريد حربا إطلاقا مع الجارة الإثيوبية.. نريد الجلوس والتفاوض معهم في كل المجالات التجارية والاستثمارية وكل ما ينفع الشعبين".
وتابع "الحرب الكل فيها خاسر حتى المنتصر إن كان هنالك انتصار.. نحن نعلم تماما الضغوطات التي تتعرض لها القيادة الإثيوبية من بعض القوميات وأطماع هذه القوميات في الأرض السودانية".
ومنذ اندلاع التوترات بين البلدين، شدد أكثر من مسؤول سوداني على أن الخرطوم لا تريد خوض حرب ضد أديس أبابا.

والثلاثاء جددت أديس أبابا مطالبتها الخرطوم بسحب جيشها مما تقول إنها مناطق إثيوبية سيطر عليها، منذ 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأردف العطا "نقول للقيادة الإثيوبية لم تذكروا لنا قط في يوم من الأيام، خلال كل جولات التفاوض، بأن هذه الأرض إثيوبية، بل كنتم مؤمنين تماما بأنها سودانية مع ضرورة إظهار العلامات الحدودية على خط الحدود المعترف به دوليا".

ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 15 مايو/أيار 1902، التي وقعت في أديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، فيما ترفض أديس أبابا الاعتراف بتلك الاتفاقية، وتطالب بالحوار لحسم الخلافات حول الحدود.

واستطرد العطا "كنتم تتذرعون دوما بأن هناك ضغوطات، وأن الموقف الشعبي المحلي لا يسمح بذلك.. و(تقولون لنا:) انتظرونا قليلا وقدروا حجم الضغوطات علينا والمشاكل التي تخصنا".

ومضى قائلا "كنا نقدر ذلك، لكن الأمور تطاولت لدرجة التشكيك بأن هذه الأرض محل تنازع، وأن هذه الأرض قد تكون إثيوبية، هذا أمر غير مقبول تماما"

وشدد على أن "الحكومة السودانية ترحب بكل الاستثمارات الإثيوبية والزراعية والصناعية في عمق الأرض السودانية.. نرحب بكم أصدقاء تعملون من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين، لكن الحق حق".

وتابع: "نؤكد تماما أننا لسنا في عداء مع الشعب الإثيوبي إطلاقا، وإنما نحافظ على حقوقنا فقط".