السودان واثيوبيا يرجئان قضايا الحدود العالقة لاجتماع آخر

يومان من المباحثات السودانية الاثيوبية في الخرطوم لم تسفر عن اتفاق ينهي التوتر على حدود البلدين بعد مرور أيام على اعتداء دام طال الجيش السوداني من جانب مليشيا إثيوبية مسلحة.

الخرطوم - اتفقت اللجنة السياسية بين السودان وإثيوبيا حول قضايا الحدود الثلاثاء على رفع تقاريرها إلى قيادة البلدين وتحديد اجتماع بأديس أبابا يحدد لاحقا.

وأنهى السودان وإثيوبيا جولة محادثات في الخرطوم الأربعاء حول ترسيم الحدود المشتركة بدون الإعلان عن أي قرار بهذا الصدد.

جاء ذلك في ختام اجتماعات اللجنة التي استمرت يومين بالعاصمة السودانية الخرطوم، بعد أيام من اعتداء طال الجيش السوداني من جانب مليشيا إثيوبية مسلحة.

وأوضح بيان من مجلس الوزراء السوداني أن "الاجتماع انعقد في جو ودي وترأسه وزير شؤون المجلس عمر مانيس ومن الجانب الإثيوبي نائب الرئيس ديميك مكونيين".

وأضاف "اتفق الطرفان على رفع التقارير بشأن قضايا الحدود (لم يحددوا مضمونها) إلى قيادة البلدين على أن يعقد الاجتماع المقبل في موعد يحدد لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية بأديس أبابا".

ووصل الخرطوم الثلاثاء وفد إثيوبي بقيادة يميك ميكونين، لبحث قضايا الحدود بين البلدين.

والأحد بحث رئيس الحكومة السوداني عبدالله حمدوك مع نظيره الإثيوبي آبي أحمد علي، قضايا الحدود بين البلدين خلال مشاركتهما بقمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" في جيبوتي.

وأعلن السودان السبت إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا لـ"استعادة أراضيه المغتصبة من مليشيا إثيوبية) في منطقة الفشقة، بولاية القضارف، شرقي البلاد"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وجاء هذا التطور بعد إعلان الجيش السوداني، في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سقوط خسائر في الأرواح والمعدات جراء تعرض قواته "لاعتداء" من "مليشيا إثيوبية" داخل أراض قرب منطقة الفشقة.

وقال آبي أحمد إن مثل هذه الحوادث "لا تكسر الروابط" بين البلدين، مضيفا في تغريدة على "تويتر" الخميس، أن أديس أبابا والخرطوم تعتمدان دائما على "الحوار لحل القضايا".

وأشار إلى أن "أولئك الذين يثيرون الخلاف (لم يسمهم)، لا يفهمون قوة روابطنا التاريخية".

ومنذ نحو 26 عاما تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في "الفشقة"، بعد طردهم منها بقوة السلاح.

وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.

وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف الاستيلاء على الموارد.

وشهدت تلك المنطقة أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين خصوصا في موسم المطر، سقط خلالها قتلى وجرحى.

وتوقفت أعمال لجنة فنية سابقة لترسيم الحدود بين البلدين في 2013 بعد أن توصلا إلى اتفاق ما زال العمل جاريا على تنفيذه بشأن رسم الحدود ووضع العلامات على الأرض.‎