السودان يبحث عن دعم خليجي في الخلاف مع اثيوبيا

السلطة الانتقالية في السودان تقود حملة دبلوماسية واسعة، مستفيدة من المصالحة الخليجية لجهة الحصول على إسناد خليجي فيما تواجه أزمة مالية وخلافات مع اثيوبيا قد تدفع الجارين لحافة الحرب.  
بعد السعودية، الخرطوم تطلب دعم قطر في مواجهة حزمة أزمات
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني في زيارة للدوحة هي الأولى منذ عزل البشير
أزمة السودان تحيي طموحات الدوحة في نفوذ أوسع تراجع بعد سقوط البشير

الدوحة - أجرى نائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" اليوم الأحد مباحثات مع أمير قطر شملت العديد من الملفات على رأسها الأزمة المتفاقمة مع اثيوبيا حول نزاع حدودي وأيضا خلافات عالقة حول سدّ النهضة.

وحميدتو هو أول مسؤول سوداني رفيع يزور الدوحة في خضم أسوأ أزمة داخلية في السودان ونزاعات مع اثيوبيا قد تضع الجارين على حافة حرب وهي الزيارة الأولى أيضا من عزل الجيش للرئيس السوداني عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 والذي كان حليفا مقربا من الدوحة.  

كما تأتي الزيارة عقب مصالحة خليجية أنهت مقاطعة الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لقطر وهو تطور من شأنه أيضا أن يفيد السودان الذي بدأ قبل فترة قصيرة رحلة بحث عن إسناد خليجي يساعده على مواجهة الأزمة الداخلية وعلى حل الخلافات مع أثيوبيا.

وكانت الحكومة السودانية قد طلبت بالفعل الأسبوع الماضي من السعودية المساعدة على إسناد جهود وضع العلامات على الحدود بين السودان وإثيوبيا.

وقال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان عقب عودته من الرياض "القيادة السعودية تفهمت الموقف العقلاني للسياسة السودانية الحريصة على عدم حدوث مواجهات بالمنطقة". مضيفا "اندلاع أي حرب في هذه المنطقة يهدد الإقليم باعتبار أن السودان و إثيوبيا في منطقة حيوية بالقارة الإفريقية الأمر الذي ينعكس على أمن البحر الأحمر".

ويبدو أن زيارة حميدتي لقطر لا تخرج عن سياق البحث عن حزام وإسناد سياسي فيما يواجه السودان صعوبات في إخماد جبهة اجتماعية ملتهبة على خلفية أزمات في الوقود والخبز وشح في السيولة والنقد الأجنبي.

والدوحة هي راعية اتفاقية السلام للعام 2011 كانت قد رفضته حركات التمرد في إقليم دارفور الذي شهد في الفترة الأخيرة عودة للاقتتال على خلفيات عرقية وقبلية.

وزيارة حميدتي لقطر جزء من حملة دبلوماسية للسودان لتوضيح موقفه للدول العربية والإفريقية حول مفاوضات سد النهضة التي تواجه جمودا والتوتر الحدودي مع إثيوبيا، وفق ما أعلن مجلس السيادة منتصف يناير/كانون الثاني.

لكنها أيضا تفتح الباب مجددا لنفوذ قطري قائم في المنطقة كان قد تراجع أو تقلص بعد عزل الجيش لحليفها البشير وسقوط مشروع دعم إسلاميي السودان الذين أعلنوا العودة للمحاضن الاجتماعية والاهتمام أكثر بالعمل الدعوي والخيري في ابتعاد تكتيكي عن الصدام مع السلطة الانتقالية التي دشنت حملة تطهير واسعة لمؤسسات الدولة من بقيا النظام الإسلامي السابق.

وتُقدر الاستثمارات القطرية بالسودان بنحو 3.8 مليارات دولار حسب وزارة الاستثمار السودانية، حيث تحتل الدوحة المرتبة الخامسة بين الدول الأجنبية التي تستثمر في البلاد.

وأوفت قطر بتعهداتها البالغة 177.4 مليون دولار لمؤتمر المانحين الذي عقد في الدوحة عام 2013 وقضى بجمع مبلغ 4.5 مليارات دولار لإعمار إقليم دارفور حين كان للجانب القطري علاقات وطيدة مع نظام البشير.

ووفقا لبيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، فإن حميدتي أطلع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته الحالية للدوحة على مراحل تنفيذ اتفاق السلام الذي تم توقيعه في 3 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي في جوبا مع حركات الكفاح المسلح السودانية.

وأكد حميدتي على "متانة وعمق العلاقات التي تربط السودان ودولة قطر وأهمية التنسيق المشترك بين البلدين حول كافة القضايا في المحافل الإقليمية والدولية".

وبحث اللقاء أيضا سبل تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات. كما بحث التطورات الإقليمية والدولية خاصة الوضع على الحدود السودانية الإثيوبية.

وكان حميدتي قد وصل إلى الدوحة أمس السبت على رأس وفد يشمل وزير الخارجية عمر قمرالدين ومدير جهاز المخابرات العامة جمال عبدالمجيد. وقال في تغريدة "تأتي هذه الزيارة في هذا التوقيت الدقيق للتأكيد على عمق العلاقات بين بلدينا ولتعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة لصالح شعبينا وشعوب المنطقة".