السودان يحشد دوليا لدعم موقفه من أزمة سد النهضة

وزيرة الخارجية السودانية تواصل جولة إقليمية في إفريقيا لكسب تأييد دولي لرؤية بلادها الداعية لإيجاد آلية تفاوضية فعالة للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن السد.
مصر والسودان تقودان جهودا مكثفة لحلحلة أزمة سد النهضة

الخرطوم - حطت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي في أوغندا، السبت، ضمن جولة لحشد الدعم الإقليمي لموقف بلادها من أزمة سد "النهضة".

وعقدت المهدي مباحثات مع نظيرها الأوغندي سام كوتيسا بالعاصمة كمبالا اليوم، أوضحت خلالها أن جولتها الإفريقية تأتي "انطلاقا من حرص السودان على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد".

وقالت المهدي، وفق بيان للخارجية السودانية، إن بلادها "قدمت كافة التنازلات في سبيل إيجاد حل يخاطب مصالح الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) بشأن سد النهضة".

وأشارت إلى موقف السودان "الداعي لدعم آلية تفاوضية جادة وفعالة بقيادة الاتحاد الإفريقي ومنح دور أساسي للخبراء والمراقبين تسفر عن التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن السد".

وبينما يطرح السودان ومصر وساطة رباعية لحل أزمة السد مكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي، ترفض إثيوبيا ذلك وتتمسك بوساطة يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.

واعتبرت المهدي أن الجانب الإثيوبي "يعمل على شراء الوقت بتعنته في المفاوضات وفرض سياسة الأمر الواقع"، في إشارة إلى الملء الثاني.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

وتقول إثيوبيا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان المائية، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس، وتصف مطالب البلدين في هذا الخصوص بـ"غير العقلانية".

وتناولت المهدي مع كوتيسا، كذلك، وفق بيان الخارجية السودانية، أزمة الخلافات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، والعلاقات الثنائية بين الخرطوم وكمبالا وسبل تطويرها في كل المجالات، لاسيما الاقتصادية.

من جهته، أعرب كوتيسا، بحسب البيان، عن أمله بأن "يتوصل السودان وإثيوبيا إلى حل مشكلتي سد النهضة والحدود بوسائل سلمية تراعي المصالح المشتركة وتخاطب المخاوف الحقيقية"، مؤكدا "استعداد أوغندا مساعدة كافة الأطراف لإيجاد حل يكسب فيه الجميع".

ومنذ أشهر تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على "أراضٍ لها" في منطقة حدودية مع أديس أبابا، وسط تأكيد إثيوبي على "الاستيلاء على 9 معسكرات تابعة له".

وقال كوتيسا إن بلاده "ستدعم الاتجاه إلى حل تفاوضي ودي" فيما يتعلق بسد النهضة، مشيرا إلى أن "الحل المتفاوض عليه يجب أن يصب في مصلحة الأطراف الثلاثة دون أن تسبب ضررا لأي طرف".

وفي وقت لاحق التقت المهدي مع الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني بمدينة عنتبي، وفق بيان للخارجية السودانية.

ونقل البيان عن موسفيني" تأكيده دعم أوغندا للحوار المفضي لتحقيق مكاسب كل الأطراف (بشأن سد النهضة)"، مشيرا إلى أن "المدخل الصحيح لمعالجة نقاط الخلاف هو الاتفاق على الرؤية الاستراتيجية لإدارة مياه النيل".

وطبقا للبيان، "وعد موسفيني الاتصال برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أقرب وقت للتباحث معه لتقريب وجهات النظر بما يمكن التوصل لمفاوضات جدية تحدث تقدما في هذا الملف المهم".

والخميس، بدأت المهدي جولة إفريقية من كينيا، ثم رواندا الجمعة، وأوغندا السبت، وتشمل أيضا الكونغو، بغرض شرح موقف السودان من سد "النهضة".