السودان يدشن المرحلة الانتقالية بأول حكومة بعد عزل البشير

رئيس المجلس السيادي الانتقالي يعلن أن الجيش سيبتعد عن العمل السياسي والتفرغ لتعزيز قدراته، كاشفا عن محاولات للوقيعة بين مكونات القوات المسلحة والقوات النظامية من دون أن يقدم تفاصيل اضافية.

حكومة حمدوك تضم 18 وزيرا بينهم أربع نساء
أسماء محمد عبدالله أول وزيرة خارجية في السودان
حمدوك: اليوم نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا
أهم أولويات الفترة الانتقالية تبدأ بإيقاف الحرب وبناء السلام

الخرطوم - كشف رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الخميس عن تشكيلة أول حكومة في السودان منذ عزل الجيش للرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان، ما يشكل مرحلة رئيسية في العملية الانتقالية التي يفترض أن تؤدي إلى حكم مدني، بينما أعلن رئيس المجلس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان أن الجيش سيبتعد عن السياسة ويركز على تعزيز قواته وقدراته.

وتأجل إعلان الحكومة الجديدة عدة أيام لمنح رئيس الوزراء وقتا كافيا للاختيار بين الأسماء التي رشحتها "قوى إعلان الحرية والتغيير"، رأس الحربة في الحركة الاحتجاجية التي أطاحت البشير، والمجلس العسكري.

وقال حمدوك الذي تسلم منصبه كرئيس للوزراء في 21 اغسطس/اب، في مؤتمر صحافي "أعلن الآن تشكيل الحكومة. اليوم نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا"، مؤكدا أن "أهم أولويات الفترة الانتقالية إيقاف الحرب وبناء السلام".

وتضم الحكومة الجديدة 18 وزيرا بينهم أربع نساء أبرزهن وزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله.

ومن الوزراء أيضا وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر بشير مانيس ووزير الدفاع جمال عمر محمد ووزير الداخلية الطريفي ادريس ووزير العدل نصرالدين عبدالباري.

وتشكل مجلس سيادي في السودان بعد توقيع اتفاق تاريخي بين المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى الحكم بعد البشير وقادة الاحتجاجات في 17 اغسطس/اب.

ويتضمن هذا الاتفاق الخطوط الكبرى لمرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر ثلاثة أعوام ونصف العام وتمهد لإجراء انتخابات ديمقراطية.

وأحد أبرز تحديات الحكومة الجديدة النهوض باقتصاد السودان الذي طاولته عقوبات أميركية طوال عقدين.

وبالتزامن مع إعلان تشكيلة أول حكومة ما بعد الإطاحة بالبشير، قال رئيس مجلس السيادة الرئيس السابق للمجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان اليوم الخميس إن "القوات المسلحة ستبتعد عن العمل السياسي وستعمل على تعزيز قدراتها".

البرهان يتعهد بالنأي بالجيش عن العمل السياسي
البرهان يتعهد بالنأي بالجيش عن العمل السياسي

وجاء ذلك في خطاب خلال حفل تخريج دفعات من الكلية الحربية وكلية علوم الطيران، بحضور قادة الجيش بثه التلفزيون الرسمي.

 وأضاف "بلادنا تَسْتَشرِف عهدا جديدا، تكون فيه القوات المسلحة بعيدة عن الاستقطاب والعمل السياسي حفاظا على استقلاليتها وتعمل فيه على تعزيز مقدراتها في حماية البلاد".

وتابع "ستظل القوات المسلحة قومية وهي تمثل رصيد الثورة ودرعها الحامي"، مشيرا إلى أن "هناك حملة تستهدف الجيش بغرض الفتنة وكذلك محاولة التفرقة بين القوات النظامية، إلا أن البرهان لم يقدم المزيد من التوضيحات في هذا الشأن.

واستدرك قائلا "نؤكد أن القوات النظامية موحدة ومن المستحيل الوقيعة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد".

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، الموقع في أغسطس/اب اضطرابات متواصلة في البلد منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019) تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.