السودان يرهن اتفاق التطبيع مع اسرائيل بمصادقة برلمان لم يشكل بعد

مصر والإمارات والبحرين تشيد بجهود تطبيع العلاقات معتبرة انها خطوة هامة نحو السلام في المنطقة فيما يرفض الفلسطينيون الخطوة ويعتبرونها طعنة.
الحكومة السودانية ستواجه طبقة سياسية رافضة لقرار التطبيع مع اسرائيل
ايران تهاجم الحكومة السودانية على خلفية قرار التطبيع
وفد إسرائيلي يزور السودان لاستكمال اتفاق التطبيع

الخرطوم - مع إعلان السودان عن اتفاق مبدئي للتطبيع مع إسرائيل بدا المسؤولون السودانيون توضيح مواقفهم منه والظروف المحيطة بهذا القرار وطرق تطبيقه خاصة وان هنالك طبقة سياسية وفئات شعبية متحفظة او رافضة تجاه اي تقارب مع اسرائيل وفي ظل وضع سياسي انتقالي لم تتضح معالمه بعد.

وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمرالدين، الجمعة، أن المصادقة على الاتفاق حتى يدخل حيز التنفيذ تظل من اختصاص الأجسام التشريعية في البلاد، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وأوضح قمرالدين "كثير من الأمور ستكون مرهونة بقيام المجلس التشريعي (لم يشكل بعد) والمهم أن الذي تم هو الاتفاق فقط على التطبيع".
وأكمل "ستتم عملية التطبيع بعد اكتمال البناء الدستوري من خلال المجلس التشريعي الذي سيصادق على ذلك".
وأشار إلى أن البلاد ستشهد خلال الأيام المقبلة زيارة شخصيات من مختلف دول العالم، دون تفاصيل مضيفا "سوف نستفيد من التطبيع في التكنولوجيا المتقدمة، ومن ثم سيبدأ عمل اقتصادي واستثمار في الري والطاقة والبني التحتية".

وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت إن وفدا إسرائيليا سيتوجه إلى السودان في الأيام القادمة بعد اتفاق البلدين على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات.

والاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وأُعلن أمس الجمعة، يجعل السودان ثالث بلد عربي ينهي العداء مع إسرائيل خلال الشهرين الماضيين.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي “سيغادر وفد إسرائيلي إلى السودان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاقيات”.

وياتي القرار السوداني بتطبيع علاقاته مع اسرائيل عقب اعلان الولايات المتحدة رفع اسمه من قوائم الدول الراعية لللارهاب في العالم لكن هذا الموقف الجدسد سيواجه برفض الاحزاب القومية والوطنية وعدد منى التيارات الاسلامية التي ستستغل ذلك لتاجيج الاوضاع داخليا.

وكان المجلس العسكري السوداني من اكثر المدافعين عن قرار التطبيع حيث التقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اوغندا قبل اشهر فيما ايد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي" تلك الجهود لاخراج السودان من عزلته الدولية.

ورحبت عدد من الدول العربية باتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل الذي أعلنته واشنطن الجمعة، وسط رفض فلسطيني.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات العربية (وام) عن بيان لوزارة الخارجية ترحيب دولة الإمارات بقرار السودان مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل.
وقالت الوزارة إن "قرار السودان في مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل تعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة مؤكدة أن هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والدبلوماسي".
بدورها رحبت الرئاسة المصرية بقرار التطبيع حيث كتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك "أرحب بالجهود المشتركة للولايات المتحدة الأميركية والسودان وإسرائيل حول تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وأثمن كافة الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين".

من جانبها، رحبت البحرين بالإعلان السوداني الإسرائيلي، واعتبرته "خطوة تاريخية إضافية على طريق تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط".

وأشادت الخارجية البحرينية بـ"الجهود التي بذلتها الحكومة الأمريكية لتسهيل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي من شأنه أن يعزز جهود السودان الشقيق لتحقيق تطلعات شعبه للأمن والنماء والازدهار".

واعتبرت أنه "يسهم في إشاعة أجواء صنع السلام وتعزيزه في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدة تضامنها مع السودان في مساعيه الحثيثة للانتقال إلى مرحلة جديدة من التنمية والتقدم والازدهار".

ترامب يعلن ان العديد من الدول العربية ستنضم الى السودان في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل
ترامب يعلن ان العديد من الدول العربية ستنضم الى السودان في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل

لكن في مقابل هذا الترحيب من قبل الإمارات ومصر عبر الفلسطينيون عن رفضهم للقرار حيث أكدت الرئاسة الفلسطينية "إدانتها ورفضها لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تغتصب أرض فلسطين".
واعتبرت إعلان تطبيع العلاقات بين البلدين "مخالفا لقرارات القمم العربية، وكذلك لمبادرة السلام العربية المقرة من قبل القمم العربية والإسلامية، ومن قبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1515".
واعتبرت حركة "حماس" على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان "خطيئة سياسية".
وقالت الحركة في بيان "نعبر عن إدانتنا وغضبنا واشمئزازنا من هذا التطبيع المشين والمهين".
ووصفت حركة الجهاد الإسلامي التطبيع بين السودان وإسرائيل بأنه "كتاب أسود يسجله السودان في تاريخه، وخيانة للأمة العربية".

وانضم الفلسطينيون الى وجهة النظر الايرانية الرافضة لاي اتفاق سلام ينهي ازمات الشرق الاوسط وذلك خدمة لاطماعها وتنفيذ اجنداتها باستغلال قضايا عادلة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية السبت إن اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات "زائف" واتهمت الخرطوم بدفع فدية مقابل موافقة واشنطن على رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقالت الوزارة على تويتر "ادفعوا فدية كافية وغضوا الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين ثم سيُرفع اسمكم مما تسمى بالقائمة السوداء للارهاب".

وأضافت "بالطبع هذه القائمة زائفة كزيف الحرب الأميركية على الإرهاب. هذا خزي".

وكان نظام البشير همزة وصل في السنوات الماضية بين حركة حماس في قطاع غزة وبين الحكومة الايرانية التي عمدت لتسليح الفصائل الاسلامية انطلاقا من الخرطوم لكن ذلك تغير بعد سقوط النظام في احتجاجات شعبية.

وتاتي هذه التصريحات المتشنجة بعد تهديدات صريحة من قبل المسؤولين الايرانيين لكل من الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على خلفية توقيع اتفاقيتي سلام الشهر الماضي.

وثمن نتانياهو الاتفاق قائلا بأنه يمثّل "تحولاً استثنائياً".واضاف في بيان بالعبرية "يا له من تحوّل استثنائي! اليوم تقول الخرطوم نعم للسلام مع إسرائيل، نعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للتطبيع مع إسرائيل".
كما رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة باتفاق تطبيع العلاقات، مؤكدا أن البلدين أرسيا "السلام" بينهما.
وصرّح ترامب لمراسلين في البيت الأبيض أن "العديد والعديد" من الاتفاقات الأخرى قادمة، مضيفا "توجد خمس دول عربية على الأقل تريد الانضمام"، متوقعا أن تطبع السعودية علاقاتها مع الدولة العبرية.