السودان يعلن انفتاحه على مفاوضات تخفف حدة النزاع مع إثيوبيا

الخرطوم تكثف تحركاتها الدبلوماسية الهادئة لحشد وسطاء إقليميين للتوسط في حل النزاع الحدودي مع أديس أبابا، بما قد يخفف من حدة توتر يضع الدولتين على حافة صراع.

الخرطوم - أعلنت السلطات السودانية الخميس انفتاحها على إجراء مباحثات بشأن النزاع الحدودي مع إثيوبيا في محاولة لخفض التوتر مع السلطات الإثيوبية.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، إن بلادها ستعمل مع وسطاء إقليميين لحل نزاع حدودي مع إثيوبيا، بما قد يخفف من حدة نزاع، يضع الدولتين الأفريقيتين على حافة صراع.

وقالت مريم في تصريحات للصحفيين، ونقلتها وكالة بلومبرغ للأنباء، خلال زيارة لجارتها جنوب السودان، إننا "منفتحون على إجراء مباحثات بشأن قضايا تتعلق بالأراضي". وقالت إننا "في حاجة للتعاون وعلاقات طيبة مع إثيوبيا".

وقالت مريم المهدي إن السودان "سيعمل في المستقبل القريب" مع الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد" وهي تجمع لدول شرق أفريقيا.

وتشهد العلاقات بين إثيوبيا والسودان توترا تأجج في الفترات الأخيرة بسبب النزاع الحدودي المستمر منذ عقود على وقع اتهامات متبادلة بانتهاك أراضي كلا البلدين، فضلا عن الخلاف القائم منذ حوالي عشر سنوات حول سد النهضة الإثيوبي.

ويضغط مسؤولون في إقليم أمهرة العرقي بإثيوبيا على الحكومة للسيطرة على أراض يطالب السودان بالسيادة عليها استنادا لمعاهدات استعمارية. واندلعت اشتباكات دموية في الفشقة، وهي منطقة زراعية خصبة ممتدة على الحدود بين البلدين.

وتأتي مبادرة السودان ضمن موقف الخرطوم الذي بدا أكثر ليونة من إثيوبيا، حيث أظهرت السلطات السودانية مؤخرا نيته في الجلوس على طاولة الحوار لنزع فتيل التوتر الحدودي بين البلدين.

وهذا الأسبوع أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني ياسر العطا، أن بلاده لا تريد إطلاقا خوض حرب ضد إثيوبيا، داعيا إياها إلى تخفيف التوتر، والتفاوض بشأن كل ما ينفع شعبي الجارتين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تفرط شبر من أراضيها.

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن السودان أن جيشه سيطر على أراضي بلاده كاملة في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، والتي كانت تتواجد فيها "مليشيات إثيوبية".
وقال العطا الثلاثاء "أوجه رسالة أخوية صادقة إلى الشعب الإثيوبي، وإلى القيادة الإثيوبية، بأن تعمل على تخفيف التوتر".

وأضاف "نحن كشعب سوداني وحكومة سودانية لا نريد حربا إطلاقا مع الجارة الإثيوبية.. نريد الجلوس والتفاوض معهم في كل المجالات التجارية والاستثمارية وكل ما ينفع الشعبين".

وتابع "الحرب الكل فيها خاسر حتى المنتصر إن كان هنالك انتصار.. نحن نعلم تماما الضغوطات التي تتعرض لها القيادة الإثيوبية من بعض القوميات وأطماع هذه القوميات في الأرض السودانية".
ومنذ اندلاع التوترات بين البلدين، شدد أكثر من مسؤول سوداني على أن الخرطوم لا تريد خوض حرب ضد أديس أبابا.

والثلاثاء جددت أديس أبابا مطالبتها الخرطوم بسحب جيشها مما تقول إنها مناطق إثيوبية سيطر عليها، منذ 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 15 مايو/أيار 1902، التي وقعت في أديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، فيما ترفض أديس أبابا الاعتراف بتلك الاتفاقية، وتطالب بالحوار لحسم الخلافات حول الحدود.