السودان يلوح بالقضاء الدولي في الخلاف حول سد النهضة
الخرطوم/القاهرة - لوّح السودان الجمعة بمتابعة إثيوبيا قضائيا في حال واصلت ملء سدّ النهضة في غياب اتفاق ثلاثي يضم مصر.
وأشار وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إلى أن إثيوبيا "اعترضت" على دعوة الخرطوم لعقد قمة مع مصر منتصف ابريل/نيسان عقب فشل المحادثات التي رعاها الاتحاد الإفريقي بداية الشهر.
وقال في تغريدة على تويتر "إثيوبيا اعترضت على دعوة رئيس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك لقمة ثلاثية".
وأضاف "ندرس أيضا خيارات أخرى مختلفة من بينها اللجوء لمحكمة العدل الدولية ومحاكم حقوق الإنسان ومحكمة الكوميسا". والكوميسا هي السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا.
وقال أيضا إن "عدم التوصل لاتفاق يمهد إلى رفع دعوى إلي مجلس الأمن باعتبار أن سد النهضة يشكل خطرا حقيقيا على السلم والأمن الإقليميين"، موضحا أن اثيوبيا رفضت اقتراحا سودانيا حول وساطة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة بقيادة الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أنه على الرغم من أن المفاوضات السابقة بين الدول الثلاث أسفرت عن اتفاق على أكثر من 90 بالمئة من القضايا المعلقة إلا أن ذلك التقدم أصبح الآن موضع شك.
وقال وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي لرويترز إن إثيوبيا لا تعتقد أن المفاوضات انتهت أو فشلت بين الدول الثلاث وأضاف أن الخطوة المناسبة التالية ستكون اجتماع رؤساء الدول تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت في يوليو/تموز أنها حققت هدفها السنوي في ملء "سد النهضة الإثيوبي الكبير". ومن المتوقع البدء في المرحلة الثانية للملء في يوليو/تموز 2021 رغم عدم التوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم.
وحذّر عباس من أنه في حال واصلت إثيوبيا الملء فإن السودان سيقوم بـ"تقديم دعاوى قضائية ضد الشركة الايطالية المنفذة وضد الحكومة الاثيوبية"، موضحا أن المتابعات القضائية ستركز على "الآثار البيئية والآثار الاجتماعية والمخاطر لسد النهضة".
وتعتبر مصر والسودان وهما دولتا مصب النيل، أن السدّ يمثّل تهديدا لمواردهما المائية وتواصلان تحذير إثيوبيا المصمّمة على مواصلة المشروع، بينما تؤكد أديس أبابا أن السدّ حيويّ للاستجابة إلى الحاجيات الطاقية لمواطنيها البالغ عددهم 110 مليون نسمة.
وبدأ تشييد سدّ النهضة في ابريل/نيسان 2011 ويقع في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع السودان وعلى النيل الأزرق الذي يلتحم بالنيل الأبيض شمالا في الخرطوم وصولا إلى مصر.
وفي حال استكماله، سيكون المشروع أكبر سدّ كهرومائي في إفريقيا بقدرة إنتاج تراوح 6500 ميغاوات.
وتعقد إثيوبيا آمالا كبيرة على سد النهضة في التنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء، فيما تخشى مصر أن يعرض السد إمدادات المياه فيها للخطر. ويشعر السودان بالقلق إزاء تأثير ذلك على تدفقات المياه فيه.
وانهارت محادثات عقدت في كينشاسا برعاية الاتحاد الأفريقي في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري دعا بعدها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك نظيريه الإثيوبي والمصري إلى الخرطوم. وكان قد أمهلهما حتى اليوم الجمعة للحضور.
وقالت إثيوبيا إنها عازمة على استكمال الملء الثاني للسد في موسم الأمطار المقبل وهي خطوة ترفضها مصر والسودان قبل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.