السياحة الاقليمية تشهد نموا في الخليج

قال خبراء مجتمعون في السعودية ان الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في 11 ايلول/سبتمبر الماضي والهلع الامني في الغرب ساهما في تشجيع السياحة في منطقة الخليج.
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة في البحرين خالد كانو ان "وتيرة الرحلات الى المنطقة تسارعت لتصبح اكثر بثلاث مرات مما كانت عليه" منذ الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة.
واضاف كانو امام المنتدى الاقتصادي الثالث في جدة ان "حركة النقل الجوي انطلاقا من دول مجلس التعاون الخليجي باتجاه اميركا تراجعت بنسبة 80% وباتجاه اوروبا ما بين 35 و40%".
واوضح ان قطاع السياحة والسفر بدل وجهته منذ الاعتداءات واصبح يتطور بسرعة على الصعيد الاقليمي، موضحا انه يتوقع زيادة هذا العام في عدد الحجاج الى مكة المكرمة.
من جهته، رأى جون كويلش من معهد هارفارد للاعمال (هارفارد بيزنس سكول) ان الاميركيين يفضلون اليوم قضاء عطلاتهم في رحلات قصيرة وذلك لاسباب امنية.
واضاف ان "مسافري المنطقة يفضلون ايضا البقاء في الشرق الاوسط".
وقال رئيس المجلس العالمي للسفر والسياحة جان كلود بومغارتن ان عائدات قطاع السياحة تراجعت بنسبة تتراوح بين 25 و40% منذ ايلول/سبتمبر الماضي.
الا انه ذكر انه يتوقع ان يستأنف هذا القطاع نموه كما حدث بعد حرب الخليج في 1991، ولكن شرط ان تساهم الحكومات في ذلك باعادة الثقة الى السكان.
من جهة اخرى، رأى كانو ان قطاع الاعمال "يسير بشكل افضل. فالفنادق التي كانت مقفرة في دبي عادت تمتلئ والحياة تستعيد وتيرتها العادية تدريجيا".
لكنه حذر من انه اذا استمرت الحكومات الغربية في "وضع الحواجز" بتأخير مهل منح التأشيرات او "اساءة معاملة المسافرين" في المطارات، فان قطاع الاعمال سيشهد مزيدا من المعاناة.
وذكرت السعودية التي لا يبدو ان مواطنيها متحمسون للتوجه الى الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة حيث تعرض سعوديون لمضايقات بينما كان آخرون من مواطنيهم بين منفذي الاعتداءات، انها ستطبق في موعد اقصاه نيسان/ابريل المقبل خطة لتشجيع السياحة المحلية.
وقال رئيس اللجنة السعودية العليا للسياحة الامير سلطان بن سلمان ان الاعتداءات "غيرت بعض المعطيات في صناعة السياحة والسفر".
واضاف ان في السعودية "اكثر من عشرة آلاف موقع سياحي"، موضحا ان السعوديين ينفقون سنويا حوالي 53 مليار ريال (14 مليار دولار) في رحلاتهم الى الخارج.
وتعول السعودية في 2020 على 34.3 مليون سائح اجنبي بينما تتوقع ان يتوجه 11.6 مليون من مواطنيها الى الخارج.
وبلغت عائدات قطاع السياحة العام 2000 في المملكة حوالي 37.8 مليار ريال (عشرة مليارات دولار). ويعمل في هذا القطاع 489 الف شخص.
ويفترض ان ترتفع هذه العائدات في 2020 الى 86 مليار ريال (23 مليار دولار) وعدد الوظائف الى 8،1 مليون، حسبما اوضح الامير سلطان.