السينغال وموريتانيا المتعطشتان للطاقة تشرعان في انتاج الغاز الطبيعي

من المتوقع أن ينتج مشروع السلحفاة الكبير/أحميم الحدودي مع موريتانيا حوالى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، فيما سيستفيد البلدان من 35 مليون قدم مكعب يوميا.

دكار - أكد وزير النفط السنغالي بيرامي سولي ديوب بدء السينغال استغلال غازها بالاشتراك مع جارتها موريتانيا منذ 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، في خطوة "تاريخية" ضمن مشروع السلحفاة الكبير/أحميم الحدودي بين البلدين. 

ويأتي بدء الإنتاج بعد سبعة أشهر من دخول داكار دائرة الدول المنتجة للمحروقات مع شروع شركة وودسايد الأسترالية منذ يونيو/حزيران الماضي في استخراج النفط من حقل سانغومار قبالة ساحل البلد الواقع في غرب إفريقيا.

وأعلنت بريتيش بتروليوم وهي إحدى الشركات المسؤولة عن تشغيل المشروع، في بيان أنها "بدأت إنتاج الغاز من آبار المرحلة الأولى من مشروع الغاز الطبيعي المسال من حقل السلحفاة الكبير/أحميم إلى سفينتها العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ".

وكانت داكار ونواكشوط أعلنتا الأربعاء افتتاح أول بئر في حقلهما البحري، من دون تقديم مزيدا من التفاصيل.

ومن المتوقع أن ينتج مشروع السلحفاة الكبير/أحميم الحدودي مع موريتانيا حوالى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا. وقد تأجل بدء استغلال المشروع، الذي يأمل البلدان أن يتيح لهما تطوير اقتصادهما، عدة مرات.

وصرح ديوب الجمعة لقناة "آر تي إس" الوطنية أن الجانبان سيستفيدان من 35 مليون قدم مكعب يوميا، مضيفا أن "الهدف النهائي هو استخدام الغاز للاستهلاك المحلي والتصدير". وأوضح أن المشروع بدأ قبل ست سنوات وبلغت تكلفته نحو 7.5 مليارات دولار.

وتتولى شركة بريتيش بتروليوم مع شركة كوزموس للطاقة الأميركية وشركة بترول السنغال والشركة الموريتانية للمحروقات تطوير المشروع.

وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، أكد الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي الذي انتخب في مارس/آذار الماضي، "ضمان الاستغلال الأمثل والشفاف لموارد النفط والغاز لصالح الاقتصاد الوطني والأجيال الحالية والمستقبلية".

وبدأت الحكومة الموريتانية في السنوات الأخيرة تخطو خطوات نحو الرفع من قدرة الطاقة الكهربائية داخل البلاد من خلال الاعتماد على الغاز، والمساهمة في مشاريع التعدين والصناعة، حيث انطلقت في تنفيذ خط أنابيب لضخ الغاز وتغذية محطات حرارية يتم الإعداد لها في المدن الموريتانية الكبرى، وخاصة العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي تضم الميناء الرئيسي لتصدير الحديد الخام والذي بدأت موريتانيا التخطيط لصهره وتصنيعه محليا.

وبتمويل من البنك الدولي، كانت الشركة الوطنية الموريتانية للصناعة والتعدين قد تعاقدت مع شركة إي بي سي إم القابضة من جنوب افريقيا لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي بطول 750 كيلومترا، بهدف دفع التحوّل الصناعي داخل البلاد، إذ يمتد من حقلي "السلحفاة الكبير" الذي تبلغ احتياطاته 25 تريليون قدم مكعب و"بير الله" البحريين الى مدينة نواذيبو عبر نواكشوط.

ووفق توقعات لصندوق النقد الدولي، ستحظى الخزينة الموريتانية بعائدات ضخمة تقدر بـ14 مليار دولار خالصة لها خلال 30 عاما، فيما نقلت مجلة "جون أفريك" الفرنسية في عددها الصادر في أبريل/نيسان من العام 2024 عن الرئيس التنفيذي للشركة السنغالية للبترول "بيتروسين" تيرنو سيدو قوله إنه يقدر الإيرادات المجمعة لحقل السلحفاة وحقل غازي آخر خالص بالسنغال بأكثر من مليار يورو (1.09 مليار دولار) سنويًا على مدى 30 عاما.

ومن المتوقع أن يقفز معدل النمو في موريتانيا ليتجاوز 14 في المئة عام 2025، فيما سترتفع نسبة النمو في السنغال من 7 في المائة عام 2024 إلى أكثر من 10 في المائة عام 2025، وفق وموقع بلومبيرغ.