"السينمائي" العراقية تتحدى كورونا

مجلة "السينمائي" مشروع ثقافي هادف يسهم في تكريس وإشاعة وتفعيل الثقافة السينمائية الأصيلة.
تسليط الأضواء الكاشفة على التجربة المتميزة والمسيرة الرائدة لشيخ مخرجي السينما العراقية محمد شكري جميل
"السينمائي" تطل على عشاق الفن السابع بعددها الرابع

في الوقت الذي فرض فيه فيروس "كورونا" ظلاله القاسية على دورة الحياة في أرجاء المعمورة، وكان للمشهد الثقافي عامة والمشهد السينمائي خاصة حصة من هذه الظلال المعتمة، فإن إدارة تحرير مجلة "السينمائي" برئاسة الناقد عبدالعليم البناء لم ترضخ لذلك وواصلت التحدي والإصرار على إصدار "السينمائي"، لتؤدي رسالتها التنويرية والجمالية والإبداعية، التي لا غنى عنها أمام هذا التوقف، والتجميد، والتأجيل القسري، لكثير من المهرجانات والإنتاجات والأنشطة والفعاليات السينمائية، محلياً، وعربياً، ودولياً.
وأشار البناء إلى أن "السينمائي" تطل على عشاق الفن السابع بعددها الرابع، وقد انضم مديراً لتحريرها الكاتب مهدي عباس، المعروف بعطاءاته التوثيقية المهمة، التي شكلت منعطفاً حاسماً في عملية التوثيق لمسيرة السينما العراقية والعربية، ومنجزات مبدعيها على خارطة المهرجانات السينمائية في أنحاء العالم، ليرفد المجلة بخبراته المتنوعة في هذا الميدان.
وقال "مازلنا في هيئة التحرير لا نحاول فقط المحافظة على تصاعد الخط البياني للمجلة، بل العمل أيضاً على تعميق وترسيخ هذه التجربة المستقلة شكلاً ومضموناً، ومواصلة البوح بدلالاتها الموحية والمعبرة، برغم هيمنة لغة الصورة والفضائيات والهواتف المحمولة والإنترنت، لاستقطاب عشاق الفن السابع داخل العراق وخارجه . لقد حافظنا على الأبواب الثابتة التي أتاحت لنا تكريس "ملف العدد"، لتسليط الأضواء الكاشفة على التجربة المتميزة والمسيرة الرائدة لشيخ مخرجي السينما العراقية محمد شكري جميل، بكتابات مهمة لنخبة من المعنيين والمهتمين فضلاً عن مجايليه، والانفراد بحوار مهم معه عن أبرز محطاته السينمائية، كشف فيه عن الأسباب التي أدت إلى منع أفلامه "الظامئون" و"السلاح الأسود" و"اليرموك"، ورأى أن "السبيل للنهوض بالسينما العراقية، على أسس صحيحة وسليمة، يكمن في ثلاثة أشياء، معرفة اختيار الموضوع، واختيار المخرج وتسليم المال بيد منتج غير حرامي ولديه فهم لتوزيع الفيلم لأن الفيلم لا يعطى مجانا".
انفردت "السينمائي" في العدد الجديد بجديد المخرج قاسم حول وما كتب عنه في مؤلفات سينمائية عالمية، كما انفردت في خطوة ربما لم تكن مسبوقة، وتهدف لتكريس التوجهات الإيجابية في الصحافة السينمائية، إلى إبرام تعاون مع مجلة "شورت - كراسات الفيلم القصير" الإلكترونية التي تصدر من باريس، ويشرف على إصدارها الناقد السينمائي صلاح سرميني والمخرج إبراهيم عمر، أثمر عن نشر بعض المواضيع المختارة من المجلة المذكورة.
وفي هذا الاتجاه انفردت أيضا، بحوار خاص مع النجمة المصرية يسرا، التي تحدثت عن مسيرتها الفنية وعضويتها في لجنة تحكيم أوسكار 2020، الذي تمت إضاءته بتنويع متكامل، لاسيما سابقة اقتناص فيلم "الطفيلي" الكوري الجنوبي جائزة أفضل فيلم، للمرة الأولى في تاريخ هذا الحدث السينمائي الأرفع في العالم، فضلاً عن مجموعة أخرى من المهرجانات السينمائية الدولية.
واستعرض رئيس مجلس الإدارة سعد نعمة في الباب الجديد "مخرجون سينمائيون جدد" منجز أربعة من المخرجين الشباب "عذراء ياسين، ذو الفقار المطيري، أنس الموسوي، رائد سليمان" وحضورهم الفاعل في الساحة والمهرجانات السينمائية، على أن يعاود ذلك في الأعداد المقبلة مع كوكبة أخرى منهم.
ضم العدد متابعات وقراءات نقدية متميزة ومهمة، لمجموعة من الأفلام والتجارب والظواهر والعطاءات السينمائية العراقية والعربية والأجنبية، أسهم فيها عدد من الكتاب العراقيين والعرب المرموقين برؤى وإضاءات تعمق مسارات وأهداف المجلة، في تأصيل وتطوير وترصين الخطاب السينمائي، وبلمسات فنية جميلة للمدير الفني محمد عبدالحميد موسى.
وقد وجهت المجلة في افتتاحيتها التحية لرئيس وأعضاء مجلس إدارة مبادرة تمكين لدعم النشاطات المجتمعية والثقافية، في البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية، وذلك للدعم الإيجابي للمجلة باعتبارها مشروعاً ثقافياً هادفاً يسهم في تكريس وإشاعة وتفعيل الثقافة السينمائية الأصيلة.