السينما التونسية تتألق في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني ببلجيكا
بروكسيل - حصدت السينما التونسية جائزتين في مسابقات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور ببلجيكا التي أقيمت فعالياتها خلال الفترة الممتدة من 27 سبتمبر/أيلول إلى غاية الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمشاركة أكثر من 120 عملا سينمائيا بين أفلام طويلة وقصيرة.
وأشادت وزارة الشؤون الثقافية بتونس في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك باللغة الفرنسية، بقيمة هذين العملين في دعم الريادة التونسية في مجال الفن السابع، مثمنة هذا التتويج الذي يعد إقرارا بقدرة المبدعين التونسيين على التألق في مختلف المهرجانات والمناسبات العالمية، كما يعتبر تقييما لجهود كافة الناشطين الثقافيين التونسيين في التعريف بالتجارب السينمائية التونسية وخصائصها الفنية خارج حدود البلاد.
وقد تحصل الفيلم التونسي "الذراري الحمر" للمخرج لطفي عاشور على الجائزة الذهبية في مهرجان نامور للسينما الناطقة بالفرنسية، فيما توج فيلم "ماء العين" لمريم جعبر بجائزة أحسن عمل أول.
وتنافس فيلم "الذراري الحمر" هو عمل روائي طويل (2024) من إنتاج مشترك بين تونس والمملكة العربية السعودية وقطر و فرنسا وبولونيا وبلجيكا، في مسابقة مهرجان نامور مع 11 فيلما طويلا من عديد البلدان. وقد تم تقديم عرضه الأول في الدورة 77 لمهرجان لوكارنو السويسري.
ويستوحي الفيلم أحداثه من الواقعة الإرهابية التي ذهب ضحيتها مبروك السلطاني وأخوه وهما من رعاة الأغنام قامت مجموعة إرهابية بقطع رأس أحدهما ليجد الآخر نفسه مجبرا على حمل رأس ابن عمه المقطوعة إلى العائلة كرسالة مروعة، لكن الأحداث لا تقف عند هذا الحد، بل تتواصل في قالب درامي وتشويقي.
ويكشف العمل عن قمة في الأداء والتوظيف الفني والموسيقى لمعالجة الجرح الغائر المتعلق بالإرهاب وبغياب الدولة التي لم تحم أولادها من خطر ما حل بهم في السنوات التي أعقبت الثورة.
وشاركت النجمة التونسية لطيفة القفصي إلى جانب مجموعة من الشباب في الأداء، وسط ديكور جبلي على تخوم جبل مغيلة وسباسب القصرين.
ويحمل مخرج "الذراري الحمر" لطفي عاشور في رصيده العديد من الأفلام من ضمنها "علوش" و"بولولاد" و"غدوة حي" و"نقطة عمياء".
أما فيلم "ماء العين" للمخرجة التونسية مريم جعبر، فهو أول فيلم روائي طويل في رصيد المخرجة (النسخة الطويلة من الفيلم الروائي القصير "إخوان" الذي أخرجته في 2018). وهذا العمل هو إنتاج مشترك تونسي وفرنسي وكندي وتنافس على نيل هذه الجائزة مع سبعة أفلام.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة "عائشة" أم تونسيّة تبلغ من العمر 45 عامًا، وُهبت بأحلام تنبؤية، وتعيش في منطقة منعزلة في شمال تونس مع زوجها إبراهيم 50 عاما، وابن صغير يسمى آدم 11 عاما. وتعيش الأسرة في كرب شديد بعد رحيل الابنين الأكبرين، مهدي 20 عامًا وأمين 19 عامًا، للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وعاد "مهدي" بعد أشهر إلى منزله برفقة زوجته السورية الحامل "ريم" 18 عاما. مما ينكأ جروحا قديمة، ويتسبب في أحداث غامضة في جميع أنحاء القرية.
وسيشارك فيلم "ماء العين" أيضا في الدورة الـ68 من مهرجان لندن السينمائي التي ستنتظم من 9 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في لندن.
وتحمل مريم جعبر في رصيدها عدة أفلام وثائقية وروائية منها فيلم "إخوان" 2018 الذي رشُح لجائزة الأوسكار، وعرض في أكثر من 150 مهرجانا وفاز بأكثر من 75 جائزة. كما سبق لها أن أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة منها "الآلهة، الأعشاب الضارة والثورات" (2012)، و"ولد في دوامة" (2017).