الشارع السوداني يعود لدائرة الاحتجاجات استكمالا للثورة

المتظاهرون السودانيون يطالبون بالقصاص العادل لضحايا الاحتجاجات وهيكلة الأجهزة الأمنية ومحاكمة رموز النظام السابق وإصلاح الوضع الاقتصادي وتعيين ولاة مدنيين للمحافظات.

الخرطوم - خرج الثلاثاء آلاف المتظاهرين السودانيين في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، للمطالبة بتحقيق السلام والعدالة، كأهداف لثورتهم التي اندلعت قبل عام ونصف وأطاحت بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاما على حكمه.

وتأتي التظاهرات استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين (أحد أبرز مكونات الحراك الشعبي الاحتجاجي)، إلى تنظيم مليونية في 30 يونيو/حزيران، باسم "تصحيح المسار"، لاستكمال مطالب الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير (1989 - 2019).

وحمل آلاف المحتجين الأعلام الوطنية ورددوا هتافات تطالب بـ"القصاص وهيكلة الأجهزة الأمنية ومحاكمة رموز النظام السابق، وتعيين الولاة المدنيين". حسبما أكد شهود عيان وصحافي.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن والجيش "أغلقت وسط العاصمة تماما بوضع الأسلاك الشائكة والسيارات المسلحة، ومنعت مرور حتى حملة تصاريح المرور أثناء حظر التجوال".

وتفرض السودان حظرا للتجوال يبدأ من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة صباحا كإجراء احترازي لمحاولة احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد خصوصا مع تسجيل أكثر من تسعة ألاف إصابة بالوباء، بينها أكثر من 570 وفاة.

وكما أغلق الجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري وأخلي من السيارات والمارة.

وفي بري شرق الخرطوم تجمع قرابة 2000 متظاهر في ميدان وسط الأحياء وتحدث إليهم أحد منظمي التظاهرة، قائلا "هذا الموكب لتصحيح المسار وليس لإسقاط الحكومة".

وأضاف هاتفا في المتظاهرين "لدينا مطالب تحقيق السلام العادل والقصاص والعدالة للشهداء وإصلاح الوضع الاقتصادي وتعيين ولاة مدنيين للولايات".

وهتف الحشد "دم الشهيد ما راح ارتديناه نحن وشاح"، و"حرية، سلام وعدالة" وكذلك "دم الشهيد دمي وأم الشهيد أمي".

وتأتي هذه التظاهرات تزامنا مع إحياء ذكرى مرور عام على تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2019 التي خرج فيها عشرات الآلاف من السودانيين في مختلف أنحاء البلاد، للمطالبة برحيل العسكريين عن الحكم. وقُتل عشرة أشخاص على الأقل في أعمال عنف وقعت على هامشها.

وأطاح الجيش السوداني بالبشير في أبريل/نيسان 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية. وتسلمت الحكومة السودانية المؤلفة من عسكريين ومدنيين الحكم في صيف 2019 بعد مفاوضات شاقة مع المحتجين تخللتها عملية دامية لفض اعتصام يطالب بالديمقراطية، ولفترة انتقالية من ثلاث سنوات.

وفي أم درمان خرج حوالى 2000 متظاهر في شارع رئيسي بعضهم يحمل أعلام الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور ويحملون لافتات من القماش كتب عليها "مجرمو الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية".

ويروي محمد حسن شاهد عيان من مدينة دنقلا التي تبعد حوالي 600 كلم شمال العاصمة، إن "قرابة 1000 شخص أغلبهم شباب وشابات خرجوا وهم يحملون لافتات قماش كتب عليها "أهداف الثورة كاملة…السلام…القصاص للشهداء".

وفي عطبرة التي تبعد 350 كلم شمال الخرطوم، وهي المدينة التي بدأت فيها الاحتجاجات ضد البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018، أفاد شاهد العيان عثمان أحمد عن تظاهرة مكونة من ثلاثة ألاف شخص يحملون أعلام السودان ويهتفون "حرية سلام وعدالة وحكم مدني كامل".